د. عاطف كامل يكتب.. الأمراض المعدية في الحيوانات البرية كعامل رئيسى لتراجع أعدادها وإنقراضها - نجوم مصر

د. عاطف كامل يكتب.. الأمراض المعدية في الحيوانات البرية كعامل رئيسى لتراجع أعدادها وإنقراضها - نجوم مصر
د.
      عاطف
      كامل
      يكتب..
      الأمراض
      المعدية
      في
      الحيوانات
      البرية
      كعامل
      رئيسى
      لتراجع
      أعدادها
      وإنقراضها - نجوم مصر

أ أ

الأمراض المعدية كعاملٍ رئيسيٍّ في حالات الانقراض وتراجع أعداد الأنواع. وباستثناءاتٍ قليلة، مثل مرض الفطريات الكيتريدية الذي يصيب الضفادع، يُحتمل التقليل من شأن المرض كسببٍ للانقراض المحلي والعالمي، نظرًا لتزامنه غالبًا مع عوامل أخرى أكثر وضوحًا للانقراض، وسهولة إغفال علاماته. نناقش هنا القضايا المتعلقة بنسب الانقراض إلى الأمراض المعدية، ونستعرض العوامل الكامنة الرئيسية. ثم ندرس مدى تأثير التأثيرات البشرية، مثل تغير المناخ، وتدمير الموائل، وإدخال الأنواع الغريبة، على زيادة خطر الانقراض المرتبط بالأمراض المعدية. وأخيرًا، نناقش استراتيجياتٍ للتخفيف من خطر الانقراض الناتج عن الأمراض المعدية. 

ولبيان الأثر حيث يتزايد الاعتراف بالأمراض المعدية كعامل رئيسي في تراجع الأنواع وانقراضها. ومن المرجح أن تؤدي التأثيرات البشرية إلى زيادة هذه التهديدات في المستقبل. ومع ذلك، غالبًا ما يكون تأثير الأمراض المعدية غامضًا ويصعب تحديده، لا سيما عند تفاعله مع عوامل ضغط أخرى أو عند وجود عامل جديد. تهدف هذه المراجعة إلى مساعدة علماء البيئة على تحديد تهديدات الأمراض. كما توضح مجموعة من الاستراتيجيات لإدارة تهديدات الأمراض في الأنواع المتراجعة. وبينما يتسابق العلماء وخبراء الحفاظ على البيئة لوقف الانقراض الجماعي السادس، يُدقّون ناقوس الخطر مُحذرين من أننا سنُخاطر بفقدان نصف الأنواع على كوكبنا بحلول عام ٢٠٥٠، ما لم نُتخذ إجراءات فورية. وقد أعلنت الأمم المتحدة أن مليون نوع من الحيوانات والنباتات مُهددة بالانقراض، مما يُؤكد الحاجة المُلحة لجهود شاملة للحفاظ على البيئة. 

لماذا تُعدّ صحة الحياة البرية الحلقة المفقودة في جهود الحفاظ على البيئة؟

في حين ركّزت جهود الحفاظ على البيئة لحماية الحياة البرية المُهددة بالانقراض على تدابير مُكافحة الصيد الجائر، وتغير المناخ، والتعدي على الموائل، إلا أن صحة الحياة البرية غالبًا ما أُهملت. ومع تزايد أعداد البشر والحيوانات الأليفة في الموائل الحيوية للحياة البرية المُهددة بالانقراض بشدة، يتصاعد خطر انتقال الأمراض بين الأنواع. ويُشكّل هذا القرب المُتزايد والإنتاج الحيواني المُكثّف في صناعة الأغذية التجارية تهديدًا خطيرًا للإنسان والحيوانات الأليفة والحياة البرية. فعلى الرغم من التدابير المُتّخذة للسيطرة على انتقال الأمراض، على سبيل المثال، لم تمنع أنظمة التهوية في إنتاج الدواجن وممارسات الإدارة المُكثّفة للخنازير تسرب مُسبّبات الأمراض إلى البيئة، مما يُهدّد أنواع الحياة البرية.

دور الطب البيطري في الحفاظ على الحياة البرية والبيئة

حتى الآن، انصبّ التركيز بشكل رئيسي على حماية البشر والماشية من الأمراض التي تنتقل عبر الحياة البرية، ولكن هناك فجوة جوهرية في معالجة كيفية تأثير التهديدات الصحية على الحياة البرية نفسها. يُعدّ دمج الطب البيطري في جهود الحفاظ على البيئة أمرًا ضروريًا لحماية الأنواع المهددة بالانقراض قبل أن تترسخ اتجاهات الانقراض التي لا رجعة فيها. هناك العديد من النماذج التي توضح كيف ساعد دمج صحة الحياة البرية في جهود الحفاظ على البيئة الأنواع على التعافي من حافة الانقراض: غوريلا الجبال، وابن عرس أسود القدمين، وكندور كاليفورنيا، أمثلة على ذلك، على سبيل المثال لا الحصر. ولعقود من الزمن، شهدنا أنواعًا تتأرجح على حافة الانقراض أو تختفي تمامًا بسبب الانخفاض السريع في أعدادها الناجم عن تفشي الأمراض. يمكن لطب الحفاظ على البيئة (صحة واحدة) أن يساعدنا في مواجهة هذه الأوبئة. أحد الجوانب الرئيسية لطب الحفاظ على البيئة هو فهم التفاعلات المعقدة بين مسببات الأمراض والمضيفات والبيئة.

رغم أن كوفيد-19 يبدو كابوسًا الآن، إلا أننا نواجه اليوم تهديدًا عالميًا وشيكًا آخر: إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض، المعروفة أيضًا باسم إنفلونزا الطيور. ينتشر هذا الفيروس بين الدواجن والطيور المائية البرية، وقد انتشر الآن إلى الطيور البرية والثدييات. على سبيل المثال، تسبب إنفلونزا الطيور مؤخرًا في نفوق كارثي لآلاف فقمات الفيل.

أهمية مراقبة أمراض الحياة البرية -إن صحة الحياة البرية تشكل الأساس لنتائج الإطار العالمي للتنوع البيولوجي. وإن مراقبة الحيوانات البرية الحرة أمر ضروري لفهم مخاطر وتأثيرات الأمراض ومسببات الأمراض والسموم، كجزء من نهج الصحة الواحدة. إن تحديد الغرض والعملية بوضوح مفيد لتصميم وتنفيذ وتقييم برنامج المراقبة. ويجب أن تكون برامج المراقبة محددة بالسياق لضمان أن تكون أساليب أخذ العينات آمنة ومناسبة للسياق البيئي والاقتصادي والثقافي. فمن الضروري اتباع أفضل الممارسات الأخلاقية فيما يتعلق بالمجتمعات المحلية وأصحاب الحقوق ورفاهة الحيوان.

وفى النهاية يُحذّر العلماء وخبراء الحفاظ على البيئة من ضرورة بذل جهود فورية وشاملة للحفاظ على الحياة البرية لمنع انقراض نصف الأنواع على الأرض بحلول عام ٢٠٥٠. فينبغى دمج الطب البيطري في حماية الحياة البرية ومعالجة الأمراض التي تُصيبها قبل أن تُؤدي إلى اتجاهات انقراض لا رجعة فيها. كذلك يمكن لجهود مُنسّقة بين الأطباء البيطريين وخبراء الحفاظ على البيئة وصانعي السياسات والمجتمعات المحلية أن تُساعد في عكس الاتجاهات السلبية التي تُهدد الحياة البرية.

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس أستاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس ورئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – مؤسس المحميات الطبيعية في مصر-عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة-الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أول خسوف كلي للقمر في رمضان.. تعرف علي موعد ظهور القمر الدموي وأماكن مشاهدته - نجوم مصر
التالى إدارة معامل التفريخ لإنتاج كتاكيت عالية الجودة: التحديات والحلول الفعّالة - نجوم مصر