أ أ
مشروع تربية الأرانب يُعد من المشاريع الواعدة التي يمكن أن تحقق أرباحًا كبيرة خلال فترة قصيرة، لكنه في المقابل يتطلب فهماً دقيقاً لتفاصيل التربية الناجحة, فقبل تحقيق العائد المالي، يجب على المربي امتلاك المعرفة الكافية التي تُمكنه من إدارة القطيع بكفاءة، وتفادي المشكلات الصحية والإنتاجية التي قد تهدد المشروع.
فيما يلي مجموعة من المعلومات الأساسية التي تساعد أي مبتدئ أو صاحب مزرعة على بناء مشروع ناجح ومستقر، بدءًا من اختيار السلالة المناسبة، مرورًا بالتكاثر والرعاية، ووصولاً إلى التغذية والتحصينات والتسويق.
اختيار السلالة
نجاح المشروع يبدأ من اختيار سلالة جيدة تتميز بالمناعة القوية، والخصوبة العالية، وكثرة عدد المواليد، إلى جانب تمتع الأمهات بقدرة جيدة على الرعاية , يجب أن تتصف السلالة أيضًا بسرعة النمو والطبع الهادئ، وأن تكون مناسبة للظروف البيئية المحلية.
اختيار الذكور
يمثل الذكر نصف المشروع، لذلك يُنصح باختيار ذكور نشطة، أكبر عمرًا وأثقل وزنًا من الإناث، مع التأكد من سلامة الخصيتين من حيث الشكل والملمس, يجب استبعاد الذكور الكسولة أو المصابة بتشوهات خلقية، كما لا يُنصح باستخدام الذكر أكثر من مرة في اليوم لتفادي الإجهاد وفقدان الكفاءة التناسلية. اختيار الإناث
يجب اختيار الإناث وفق مواصفات دقيقة، منها: وجود عدد كافٍ من الحلمات، اتساع عظام الحوض، انتظام التكوين الجسدي، وعدم وجود ترسبات دهنية زائدة , كما يُفضل أن تكون الأنثى هادئة، خالية من الأمراض، ومناسبة من حيث العمر والوزن لبدء التلقيح. عملية التلقيح والتكاثر
تُعد عملية التلقيح أساس بناء القطيع، ويُنصح بإجرائها في الصباح الباكر أو المساء لتفادي درجات الحرارة العالية. تتم عملية التلقيح في قفص الذكر، ويجب مراقبة استجابة الأنثى للتأكد من قبولها. يتم فحص الأنثى بعد عشرة أيام من التلقيح باستخدام الجس اليدوي للتأكد من حدوث الحمل.
متابعة الحمل والولادة
فترة الحمل تستمر نحو شهر تقريبًا. يجب تجهيز صندوق الولادة قبل الموعد المتوقع بأيام قليلة، مع توفير جو من الهدوء. تُظهر الأم علامات قرب الولادة مثل نتف شعرها لتغطية المواليد. تُفحص الخلفة بعد الولادة للتأكد من سلامتها وعددها، كما يجب التأكد من قدرة الأم على الإرضاع. الرضاعة والتبني
ترضع الأم صغارها مرة واحدة يوميًا، وتختلف كمية الحليب باختلاف عمر الصغار. في حال عدم قدرة الأم على الرضاعة، أو عند نفوقها، تُنقل الصغار إلى أم بديلة وفق شروط محددة مثل تقارب موعد الولادة والسلوك الهادئ. الفطام
تبدأ عملية الفطام عادة من اليوم الثامن والعشرين وحتى اليوم الخامس والثلاثين ,ينصح بنقل الأم إلى قفص آخر لتقليل صدمة الفطام، كما يُراعى تقديم العلف بالتدريج للصغار، ومراقبة استجابتهم خلال هذه المرحلة الحرجة. التعرف على جنس المواليد
يتم تحديد جنس المواليد عن طريق الفحص اليدوي، وذلك بملاحظة شكل الفتحة التناسلية بعد الضغط عليها برفق. تستخدم هذه الخطوة لتوزيع الأرانب بين التسمين والتربية.
التغذية
لكل مرحلة عمرية احتياجات غذائية مختلفة. يحتاج الذكر إلى كمية محدودة من العلف لتفادي السمنة التي تؤثر على التلقيح. تزداد كميات العلف للإناث تدريجيًا خلال الحمل، وتبلغ ذروتها في مرحلة الرضاعة. بعد الفطام، يُعتمد نظام غذائي مفتوح لتعزيز النمو السريع. الرعاية الصحية والوقاية
تشمل الرعاية الصحية التحصين ضد الأمراض الفيروسية والبكتيرية بجرعات منتظمة، بالإضافة إلى إعطاء الأمهات مكملات مثل الكالسيوم والمضادات الحيوية بعد الولادة لتفادي الكساح والالتهابات كما ينصح باستخدام الفيتامينات ومضادات السموم لتحسين المناعة والخصوبة. الظروف البيئية
تؤثر درجات الحرارة والرطوبة على صحة الأرانب ,في الصيف، يجب استخدام وسائل تبريد مناسبة لتقليل الإجهاد الحراري، مما يساعد في الحفاظ على الشهية والنمو. كما يُراعى التهوية الجيدة والتنظيف اليومي للأقفاص والأدوات المستخدمة. الصيانة والمتابعة
تشمل المتابعة الدورية فحص بطاريات التربية، خطوط المياه، العلافات، وبيوت الولادة. يُفترض التأكد من صلاحية المعدات والتهوية المستمرة، لتقليل فرص الإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية.
