أ أ
تُعد تربية الماعز من المشاريع الزراعية الواعدة التي يمكن أن تحقق أرباحًا جيدة إذا أُديرت بشكل صحيح. وتتميز هذه الحيوانات بقدرتها على التكيف مع البيئات المختلفة، إضافة إلى إنتاجها الجيد من اللحوم، مما يجعلها خيارًا مفضلًا لدى الكثير من المزارعين.
ويؤكد خبراء في تربية الماشية أن النجاح في هذا المجال يتطلب الإلمام بعدة جوانب أساسية، أبرزها: توفير السكن المناسب، وإدارة التغذية، والاهتمام بالتكاثر، ومكافحة الأمراض، إلى جانب معرفة أسس التسويق.
ويُنصح بتوفير حوالي نصف متر مربع لكل ماعز داخل الحظيرة، مع أهمية بناء المساكن على أرض مرتفعة وجافة لتجنب الأمراض الناتجة عن الرطوبة أو البرد. كما ينبغي دراسة القدرة الاستيعابية للأرض من حيث عدد الحيوانات الممكن تربيتها بناءً على نوع التربة وكمية الأمطار والنباتات المتوفرة.
وفيما يتعلق بالتغذية، يمكن الاختيار بين الرعي الحر أو التغذية المركزة. فالرعي الحر أقل تكلفة لكنه أبطأ في التسمين، بينما التغذية المركزة تسرّع من نمو الماعز وتحسّن جودة اللحوم، لكنها أكثر كلفة. لذا، يعتمد كثير من المزارعين على نظام تغذية مختلط يجمع بين الطريقتين.
أما في جانب التكاثر، فإن أنثى الماعز يمكن أن تلد مرة كل عام، وتستمر فترة الحمل لنحو خمسة أشهر. ويُفضل اعتماد التلقيح الطبيعي مع متابعة دورات الشبق وفصل الإناث الجاهزة للتزاوج في أماكن مخصصة. وينصح بتغيير الذكور كل عامين للحفاظ على جودة السلالة.
ويشدد الأطباء البيطريون على ضرورة مراقبة صحة الماعز باستمرار، وتطبيق برامج التطعيم، وعزل الحالات المريضة، والاهتمام بنظافة المياه والأعلاف لتفادي الأمراض.
ولا تقتصر العوائد الاقتصادية لتربية الماعز على بيع اللحوم فقط، بل تشمل أيضًا السماد العضوي وبيع الصغار. ويشير متخصصون إلى أن نجاح المشروع يعتمد على اتباع أساليب الإدارة الحديثة، والتخطيط الجيد، والاهتمام المستمر بالقطيع.