أ أ
أكد الدكتور مصطفى عطية عمارة، وكيل معهد بحوث القطن لشؤون الإرشاد والتدريب، على الأهمية الاستراتيجية لمحصول القطن في مصر، مشيرًا إلى دوره الكبير في دعم الاقتصاد الوطني وتاريخه الممتد في حياة المزارع المصري. جاء ذلك خلال لقائه في برنامج «المرشد الزراعي» على قناة مصر المستقبل، حيث استعرض أبرز المستجدات في زراعة القطن وأهم التوصيات للمزارعين استعدادًا للموسم الجديد.
أهمية القطن والعودة القوية للمحصول
أوضح الدكتور عمارة أن القطن يمثل مصدرًا مهمًا للرخاء، رغم ما مر به من تحديات في الفترات الماضية، مؤكدًا أن جهود الباحثين وتطور السلالات ساهمت في عودته بقوة، لافتًا إلى أن مزارعي القطن لديهم شغف دائم بالمعلومة التي ترفع من إنتاجيتهم، وهو ما يجعل هذا المحصول أشبه بـ"وزير اقتصاد الزراعة في مصر".
انطلاق موسم الزراعة والندوات الإرشادية
بدأ موسم زراعة القطن هذا العام في أوائل مارس، تزامنًا مع شهر رمضان، حيث أطلقت وزارة الزراعة بالتعاون مع معهد بحوث القطن عددًا من الندوات الإرشادية في مختلف المحافظات. وأشار الدكتور عمارة إلى أنه شخصيًا أشرف على تنظيم هذه الندوات في 14 محافظة، مستهدفًا تدريب المهندسين الزراعيين والأخصائيين، ضمن خطة توعوية شاملة.
توزيع الأصناف الجديدة وخصائصها
أبرز الأصناف الجديدة التي يتم التوسع في زراعتها هذا الموسم هو صنف جيزة 98، والذي أثبت كفاءة عالية في مواجهة التغيرات المناخية، خاصة في محافظات الصعيد، حيث يتحمل درجات الحرارة المرتفعة والجفاف. وقد بدأ استخدامه العام الماضي في سوهاج فقط، ويتم التوسع فيه هذا العام ليشمل محافظات: أسيوط، المنيا، الوادي الجديد، وسوهاج.يتميز "جيزة 98" بإنتاجية عالية تصل إلى 10 قناطير للفدان، إلى جانب قصر مدة نموه وجودة شعره التي تلائم الصناعات الوطنية، ما يجعله بديلًا محليًا للأقطان المستوردة.
كما أشار إلى صنف سوبر جيزة 97، الذي أعيد توزيعه من بعض مناطق الشرقية إلى محافظات غرب الدلتا (مثل الغربية، المنوفية، البحيرة)، نظرًا لنتائجه الأفضل في هذه المناطق.
توصيات هامة لتجهيز التربة
قدم الدكتور مصطفى عمارة مجموعة من النصائح للمزارعين استعدادًا لموسم الزراعة، أبرزها:• اختيار الصنف المناسب بناءً على السياسة الصنفية وقرار التوزيع الجغرافي.
• البدء المبكر في الزراعة بعد الانتهاء من المحاصيل الشتوية مثل القمح والبرسيم والبنجر.
• تحضير الأرض بشكل جيد من خلال حرثها مرتين أو ثلاث مرات.
• إضافة السماد الفوسفاتي بمعدل 4 شكاير للفدان (و6 في الأراضي القلوية أو الملحية).
• إضافة الكبريت الزراعي (50-100 كجم للفدان) في الأراضي التي سبق زراعتها بالبنجر، للحد من الأمراض البكتيرية والفطرية.
وأوضح أن الأصناف قصيرة العمر المطورة حديثًا وعددها 9 بالإضافة إلى "جيزة 45"، تحقق إنتاجية عالية وتوفر في مدخلات الزراعة، إذا التزم المزارع بالتوصيات الفنية.
مواجهة تحديات الموسم
كما شدد الدكتور عمارة على أهمية الاستفادة من التحديات السابقة، مثل مشكلات التسويق التي واجهها المزارعون الموسم الماضي، والعمل على تطوير أساليب الزراعة، مع استمرار التعاون بين الوزارة والجهات البحثية لتقديم الدعم الكامل للمزارعين وتحقيق موسم زراعي ناجح." width="400" height="225" frameborder="0" allowfullscreen="">