أسواق الأسهم الأميركية تتعرض لخسائر فادحة بعد فرض الرسوم الجمركية - نجوم مصر

أسواق الأسهم الأميركية

شهدت أسواق الأسهم الأميركية موجة من الخسائر الكبيرة التي بلغت مليارات الدولارات بعد إعلان الرئيس الأميركي فرض رسوم جمركية جديدة يوم الأربعاء، مما أحدث حالة من عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي. هذه الخطوة، التي تزامنت مع تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، بشأن مخاطر التضخم، أثرت بشكل كبير على ثقة المستثمرين في الأسواق.

انخفاضات حادة في المؤشرات الرئيسية

تعرضت المؤشرات الرئيسية في بورصة نيويورك لانخفاضات حادة، حيث تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 2063 نقطة، بنسبة 5.1%، مسجلاً أسوأ أداء له منذ يونيو 2020، في ذروة جائحة كورونا. وعلى الرغم من أن مؤشر داو جونز كان قد فقد 1679 نقطة في اليوم السابق، إلا أن هذا التراجع يعكس إجمالي هبوط بنسبة 14% مقارنة بأعلى مستوى له. أما مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فقد تراجع بنسبة 5.6%، وهو أكبر انخفاض له منذ نفس الفترة، بينما سجل مؤشر ناسداك المركب تراجعًا بنسبة 5.4%، ليصل إلى انخفاض قدره 22% مقارنة بأعلى مستوياته في ديسمبر 2024، مما يعكس حالة 'السوق الهابطة'.

تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي تساهم في التصعيد

في تصريحاته، أكد جيروم باول أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع التضخم في الأشهر القادمة، ما يزيد من حالة القلق لدى الأسواق. كما أشار إلى أن التوقعات الاقتصادية أصبحت أكثر غموضًا في ظل التصاعد المستمر في مخاوف ارتفاع معدلات البطالة. ورغم إشارته إلى أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قويًا، إلا أنه شدد على أن الرسوم الجمركية تشكل تهديدًا لاستقرار الأسواق، وأن الفيدرالي الأميركي لن يتخذ قرارات بشأن رفع أسعار الفائدة حتى تتضح الصورة بشكل أكبر.

المخاوف من حرب تجارية تؤثر على الأسواق

استمرت موجة الخسائر في الأسواق العالمية بعد أن ردت الصين بفرض رسوم جمركية جديدة على السلع الأميركية، مما زاد من القلق بشأن احتمال اندلاع حرب تجارية قد تؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي. اعتبارًا من 10 أبريل، ستفرض الصين رسومًا تصل إلى 34% على جميع السلع الأميركية، مما يضيف طبقة إضافية من عدم اليقين للأسواق العالمية.

أسهم التكنولوجيا في مرمى الخسائر

لم تكن شركات التكنولوجيا بمعزل عن تأثير هذه التطورات، حيث تعرضت أسهم الشركات الكبرى مثل تسلا وإنفيديا لخسائر ضخمة. انخفضت أسهم تسلا بنسبة 9%، بينما تراجعت أسهم إنفيديا بأكثر من 7%. كما سجلت أسهم ميتا خسائر بنسبة 4%، بينما تراجعت أسهم أمازون وألفابت بنسب أقل.

تأثير الرسوم الجمركية على الشركات الكبرى

تأثرت الشركات التي تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الصين، مثل أبل وكوالكوم، بشكل كبير من هذه القرارات. فقد انخفضت أسهم أبل بنسبة 5% إضافية، ليصل إجمالي خسائرها إلى 9% بعد الإعلان عن الرسوم الجديدة.

تحليل اقتصادي وتأثيرات مستمرة

في ظل هذه التطورات، أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، موقفه الثابت بشأن الرسوم الجمركية، مشيرًا إلى أن السياسات لن تتغير. كما نشر منشورًا على منصته 'تروث سوشيال' أكد فيه أن الوقت الحالي يعد 'أفضل وقت للثراء'، داعيًا المستثمرين إلى الاستثمار في الولايات المتحدة.

توقعات جديدة حول الأسهم والشركات المتأثرة

أدى تصاعد المخاوف من الحرب التجارية إلى تعديل توقعات البنوك الكبرى مثل جيه بي مورغان، التي خفضت تصنيفات شركات في قطاع البتروكيماويات بسبب المخاوف من تراجع الطلب على السلع. كما تأثرت أسواق النفط، حيث شهدت أسهم شركات كبرى مثل إكسون موبيل وشيفرون انخفاضات بأكثر من 5%.

تستمر المخاوف من تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في التأثير بشكل كبير على أسواق الأسهم العالمية، مما يعكس التوترات الاقتصادية التي قد تؤدي إلى تحديات كبيرة للنمو الاقتصادي العالمي في المستقبل.