بصوت يغلبه التأثر والفرحة، وقفت والدة الطفلة البورسعيدية رضوى محمد العباسي، تتابع لحظة تكريم ابنتها من وزير التربية والتعليم، وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة ممزوجة بالفخر والامتنان، قالت بحماس: "لم أشعر بالسعادة مثل اليوم.. منذ سنوات وأنا أرى في ابنتي موهبة حقيقية، كنت مؤمنة بقدراتها، وكنت أردد دائمًا أنها ستصل إلى ما تحلم به، واليوم وأنا أراها تكرم أمام الجميع، أدركت أن كل التعب والسهر كان يستحق العناء".
والدة الطفلة رضوى تعبر عن امتنانها لتكريم ابنتها المتفوقة
وأضافت ميادة محمد والدة الطالبة لـ"الدستور": "رحلة رضوى لم تكن سهلة، لكنها كانت مليئة بالإصرار، لم أعتبر أبدًا أن فقدانها البصر قد يكون عائقًا، بل على العكس، كنت أقول لها دائمًا إن الله عوضها بنور داخلي أقوى من أي شيء آخر، كنت أستمع إليها وهي تتلو القرآن بصوت عذب، وترتجل الشعر بأسلوب يبهر الجميع، وأشعر بأن ابنتي تمتلك موهبة لا حدود لها."
وتابعت بلهجة يغلبها الفخر: "اليوم، وأنا أرى الوزير يكرمها ويستمع إليها بإعجاب، أشعر أن رسالتي كأم قد تحققت،كل أم تتمنى أن ترى ثمرة تعبها وجهدها في نجاح أبنائها، وأنا اليوم أرى ذلك بأم عيني."
واختمت حديثها بالقول: "أشكر كل من دعم ابنتي، وأخص بالشكر وزير التربية والتعليم على هذه اللفتة الكريمة، التي لم تمنح ابنتي فقط التكريم، بل منحتها دفعة معنوية كبيرة لمواصلة تفوقها. وأتمنى أن يكون هذا اليوم بداية لتحقيق أحلامها الكبيرة."
ترشيح 11 طالبًا من ذوي الهمم لمكتب ريادة رغم تحدياتهم الصحية
وكانت الأستاذة عبير حسني مدير إدارة التربية الخاصة بمحافظة بورسعيد، كشفت في تصريحات خاصة لـ"الدستور" عن ترشيح 11 طالب وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة للانضمام إلى المسابقة التي أعلن عنها مكتب ريادة لتأهيل وتمكين اصحاب الهمم بالعاشر من رمضان وذلك تقديرًا لإنجازاتهم الأكاديمية والمهارية رغم التحديات الصحية التي يواجهونها.
وأوضحت أن من بين المرشحين الطفلة رضوى، كفيفة، تبلغ من العمر 12 عامًا تعاني من مرض العظم الزجاجي وتدرس بالصف الرابع الإبتدائي، مشيرة إلى أن ترشيحها جاء نتيجة إصرارها وعزيمتها على التفوق الدراسي رغم وضعها الصحي الذي يفرض عليها تحديات مضاعفة.
وأضافت أن اختيار هؤلاء الطلاب جاء بناءً على معايير دقيقة تركز على تفوقهم الأكاديمي ومهاراتهم الشخصية وقدرتهم على تجاوز الصعوبات، مؤكدة أن مكتب ريادة يلعب دورًا هامًا في دعم وتأهيل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تقديم برامج متخصصة تهدف إلى تنمية مهاراتهم وتزويدهم بالادوات التي تساعدهم على الاندماج في المجتمع بشكل أكثر فاعلية.
وأكدت أن محافظة بورسعيد تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التربية الخاصة في ظل توجيهات القيادة السياسية بتمكين اصحاب الهمم وضمان حصولهم على حقوقهم التعليمية والصحية، مشددة على أن هؤلاء الطلاب يمثلون نماذج مشرفة للإصرار والتحدي ويستحقون كل أشكال الدعم والرعاية.
واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على استمرار إدارة التربية الخاصة في تقديم كل ما يلزم لدعم هؤلاء الطلاب والعمل على تذليل أي عقبات قد تواجههم بهدف تمكينهم من تحقيق احلامهم والمشاركة بفاعلية في المجتمع.
وكان الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قد استقبل الطالبة رضوى، إحدى طالبات مدرسة "النور للمكفوفين" ببورسعيد، لتكريمها وتقدير تفوقها في دراستها وتميزها في تلاوة القرآن الكريم وإلقاء الشعر، حيث أجرى معها حوارًا حول مسيرتها الدراسية، واستمع إلى طموحاتها المستقبلية، مشيدا بموهبتها الفريدة وإصرارها على التميز.
وخلال اللقاء، وجه الوزير بتوفير كافة الاحتياجات التعليمية والصحية للطالبة لضمان استمرار تفوقها في بيئة تعليمية مناسبة، كما أثنى على دور إدارة مدرسة "النور للمكفوفين" ببورسعيد في دعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي كلمته، أكد الوزير أن هذا التكريم ليس فقط تقديرا للطالبة رضوى، بل هو رسالة دعم لكل طالب من أصحاب الهمم يواجه التحديات بعزيمة وإصرار. كما أشاد بالدور المحوري للأمهات في مسيرة الأبناء التعليمية، قائلًا: "كل نجاح لطالب هو نجاح لوالدته الأم هي الركيزة الأساسية التي تصنع المستقبل، وهي التي تغرس في أبنائها الطموح والإصرار."
وفي ختام اللقاء، قدم الوزير شهادة تقدير وهدية رمزية للطالبة رضوى، دعمًا لتفوقها وتشجيعًا لها على مواصلة النجاح، مؤكدًا أن الوزارة ستظل داعمة لكل الطلاب المتفوقين، خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارهم جزءًا أصيلًا من مستقبل الوطن.
