الخميس 20/مارس/2025 - 05:55 م
أكد فضيلة الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن خلق الحِلْم يعد من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، مشددًا على أن الواقع الذي نعيشه اليوم أفرز العديد من العلاقات السلبية بين الأفراد داخل المجتمع، بل حتى بين أبناء الأسرة الواحدة، نتيجة غياب ثقافة الْتماس العذر والرضا به، وهو ما يؤدي إلى تفكك العلاقات وضعف الروابط الاجتماعية.
وأوضح فضيلة المفتي، خلال لقاء تلفزيوني، أن كثيرًا من المشكلات التي تواجهنا اليوم يمكن حلها لو تحلى الإنسان بالحِلْم والصبر، مشيرًا إلى أن البعض يتحجج بالظروف والواقع المعاصر باعتبارهما عائقين أمام التحلي بهذا الخلق، إلا أن التأمل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لرجل من أصحابه: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحِلْم والأناة» يكشف لنا مدى أهمية الحِلْم في تحقيق رضا الله ومحبة الناس.
المفتي: تسمية الأبناء عبد النبي أو عبد الرسول لا حرج فيها وتعبر عن محبة النبي وتوقيره
وعن التسمية باسم عبد النبي أو عبد الرسول، أكد فضيلة المفتي أنه لا حرج في ذلك، مشيرًا إلى أن من يتشددون في النهي عن هذه التسمية لم يدركوا المقصد الحقيقي منها، حيث إنها تُعبِّر عن محبة النبي وتوقيره، ولا يُقصد بها العبودية لغير الله. وأضاف أن الإسلام ينظر إلى النوايا والمقاصد، وقد تعارف الناس على هذه الأسماء منذ القدم، فلا ينبغي التشدد فيها، ما دام أن القصد منها إظهار الحب والاحترام للنبي صلى الله عليه وسلم.
كما أكد فضيلته أن اختيار الأسماء مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الآباء، مستشهدًا بقصة الغلام الذي اشتكى إلى سيدنا عمر بن الخطاب من عقوق والده، وحين سأله عمر وجده قد أساء اختيار اسم ابنه وأمه، فقال له: "جئت شاكيًا وقد وقعت أنت في الحرج الذي جئت تشكو منه"، مما يدل على أهمية حسن اختيار الأسماء.
وفي إجابته عن سؤال حول حكم الاحتكار واستغلال حاجة الناس برفع الأسعار، شدد فضيلة المفتي على أن الاحتكار حرام شرعًا، ويُعدُّ سلوكًا مذمومًا يدل على ضعف الإيمان وقلة الخشية من الله. واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «المحتكر ملعون»، موضحًا أن اللعنة تعني الطرد من رحمة الله تعالى، كما استشهد بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن المحتكر يُخالف مقاصد الشريعة التي جاءت لحفظ النفس والمال والعرض، موضحًا أن من يحتكر السلع ويتلاعب بالأسعار لا يرعى لله حرمة، ولا يراعي ظروف الناس، بل يستغل حاجتهم من أجل تحقيق مكاسب شخصية. وحذَّر فضيلته من أن هذا السلوك قد يدفع بعض الفقراء والمحتاجين إلى ارتكاب المحظورات بحثًا عن الرزق، وبالتالي يكون المحتكر شريكًا في الإثم، ويسنُّ سنة سيئة يحمل وزرها ووزر من عمل بها.