قال الباحث السياسي اليمني صهيب ناصر الحميري حول الأحداث المشتعلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والحوثيين، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد إعادة تشكيل واسعة للتوازنات الإقليمية، حيث لم يعد هناك مجال لبقاء الوكلاء الإقليميين الذين كانوا أدوات للمصالح الدولية.
واضاف الحميري في تصريحات خاصة لـ الدستور تتزايد الضغوط على إيران ووكلائها في المنطقة، مما يعكس تحولًا في الديناميات السياسية والاقتصادية، مشيرا الى ان الضربات الأمريكية الأخيرة تشير إلى بداية صفقة جديدة تتجاوز الحسابات التقليدية، في ظل التوترات المتصاعدة الناتجة عن الحرب الأوكرانية وتبعاتها.
واوضح الحميري لقد أصبح الحوثيون جزءًا من لعبة المقايضات الجيوسياسية بين القوى الكبرى، وهو ما يتطلب فهمًا دقيقًا للأبعاد السياسية والعسكرية للصراع القائم، حيث أن الحوثيون، الذين استطاعوا البقاء في سدة الحكم في صنعاء، يعدون اليوم طرفًا مهمًا في المعادلة، مما قد يغير من أساليب التعامل معهم على المستوى الإقليمي والدولي.
المجلس الانتقالي يظهر كشريك استراتيجي في عدن
واكد الحميري في اليمن، يظهر المجلس الانتقالي الجنوبي كشريك استراتيجي في عدن، حيث يمثل لاعبًا رئيسيًا في المرحلة المقبلة، حيث يمتلك المجلس نفوذًا كبيرًا في الجنوب، وقد يسهم في محاربة الحوثيين ضمن الترتيبات الإقليمية الجديدة، وعلى الرغم من التحديات الداخلية التي يواجهها، فإن للمجلس القدرة على التأثير في مسار الأحداث في اليمن، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تغيرات.
واوضح الحميري ان المشاهد الراهنة توضح أن هناك تحولًا في طبيعة الصراعات في الشرق الأوسط، حيث لم تعد القوة العسكرية وحدها هي العامل الحاسم، بل، تُعتبر المصالح الاستراتيجية للدول الكبرى اليوم أكثر أهمية في تشكيل التحالفات والاصطفافات، في هذا السياق، يمكن أن يُفهم تصاعد العمليات العسكرية الأمريكية كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحجيم النفوذ الإيراني وتقويض دور الميليشيات المسلحة.
كما أن الحوثيين، على الرغم من الضغوط المفروضة عليهم، لا يزالون يحظون بدعم شعبي محلي في بعض المناطق، مما يطرح تساؤلات حول كيفية التعامل مع هذه القوى في المستقبل، كما أن استمرار الحوثيين في الصمود وتوسيع نفوذهم يثير قلقًا كبيرًا لدى جيران اليمن والدول الكبرى التي تسعى لضمان استقرار المنطقة.
واشار إلى أنه بناءً على هذه المعطيات، يبدو أن الشرق الأوسط يتجه نحو مرحلة جديدة من الاصطفافات، حيث ستتحدد التحالفات بناءً على المصالح الاستراتيجية للدول الكبرى. من الممكن أن يُعيد ذلك رسم خريطة النفوذ في المنطقة، مع تطورات جديدة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في الصراع القائم.
واوضح انه مع استمرار هذا الوضع يتطلب تقييمًا دقيقًا للأحداث من قبل كافة الأطراف المعنية، حيث أن أي استراتيجية مستقبلية يجب أن تأخذ في اعتبارها التعقيدات الموجودة على الأرض، حيث أن توازن القوى الإقليمي يتغير بسرعة، ومن الضروري أن يكون هناك وعي شامل بمسؤوليات كل طرف في هذا السياق، مع الانتباه إلى الأبعاد الإنسانية للأحداث وتأثيراتها على الشعب اليمني.