قال الكاتب والمؤرخ الثقافي شعبان يوسف، إن أزمتنا تبقى أنه ليس هناك أرشيف وحين يكتب أحدهم عن إبراهيم أصلان لا يعرف، خاصة في ظل غياب الأرشيف، لافتا إلى أنه يجب أن تكون هناك وحدة أرشيف في دار الكتب.
وأضاف ''يوسف''، خلال فعالية الاحتفاء بالكاتبة الصحفية الكبيرة فريدة النقاش بمناسبة بلوغها عامها الخامس والثمانين حيث ولدت في الأول من مارس عام 1940 وهي الفعالية التي ينظمها صالون الأربعاء بالاشتراك مع ورشة الزيتون الأدبية وجريدة “حرف” الثقافية التابعة لمؤسسة “الدستور”، أن فريدة النقاش ولدت في بيت ثقافي لرجل عصامي عظيم الشأن في تربية أولاده.
وتابع يوسف: “كل النقاشين من رجاء وفكري وفريدة تربوا في هذا المناخ، فريدة دخلت قسم الإنجليزي وحدها لا تتبع ثقافة رجاء النقاش”.
وأكمل: "كتبت النقاش أول مقال عام ١٩٥٩، كانت في عمر الـ١٩ عاما، وكان الفكر الوجودي متواجدا بغزارة ما بين بيروت ومصر، وهي كانت قد قرأت التراث الوجودي، ومقالها أعلن أنه سيكون لها شأن، وبعد تخرجها في إداب إنجليزي عملت كصحفية، كتبت 3 مقالات بجريدة الجمهورية، ومنها مقال انتقدت فيه صورة المرأة عند إحسان عبد القدوس، وهاجمها إحسان تحت دعوى وكيف لبنت صغيرة أن تكتب بهذا الشكل، خاصة أن إحسان عبد القدوس يعرف أن رجاء النقاش ليست ميالة لكتاباته فاعتقد أن رجاء كتب باسم فريدة.
واستكمل يوسف حديثه: “عينت فريدة النقاش في جريدة الجمهورية، وكتبت فريدة العديد من الدوريات الثقافية منها العربي والآداب وكتابتها كانت ذات منحى يساري تمردي، وترجمت مسرحية لم تنشر في كتاب لبول سوينكا، وأتمنى أن تنشر في أدب ونقد أو في جريدة حرف لأنها مسرحية عظيمة تعلن عن كاتب أفريقي كبير”.
وواصل يوسف: “المسرحية حين أرسلتها للإذاعة فقالوا لها لو قمنا بعملها فلن يذكر اسمك، وكان المسئول شريف خاطر ولم يكتب اسمها ولكن صرفت مكافأتها، وكانت المسرحية تناقش اندماج الثوريين في الحيز الاجتماعي، كانت فريدة تتنقل بين الجرائد في كتابتها حتى فترة السبعينيات، كانت لدينا مجلات الفكر المعاصر ومجلة المجلة والطليعة والكاتب وغيرها”.
كانت هناك قناعة ما من قبل النظام على إلغاء ثقافة اليسار، وتم إلغاء المجلات وظلت نحلتان فقط هما الطليعة والكاتب، وظلت هناك مضايقات والواضح أن القيادة لم يكن لديها رغبة في كتاب يساريين، وتم إنشاء مجلة الثقافة الجديدة وكانت كبديل مستقبلي للمجلات الأخرى.
وأكمل: "كنبت فريدة النقاش مقالات مهمة جدا في الطليعة، وكان هناك اتجاه لاتحاد الكتاب ووزارة الثقافة أصدرت قرارا في أكتوبر بإنشاء اتحاد الكتاب وكانت عضوية فريدة رقم ١٧، وقدموا وخاضوا معركة حتى ان صلاح عيسي كنب في مثقفون وعسكر عن هذه الحرب، والحقيقة انغ رفضت الانضمام لاتحاد الكتاب بسبب تقديم فيش وتشبيه، كيف يطلبوا فيش وتشبيه مثلا من يحيي الطاهر عبدالله، والخقيقة اليمين كسب المعركة، وفرة كان لها باع في المعركة الكبيرة.