وجه الأب الأقدس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رسالة إلى إحدى الصحف الإيطالية وهي الأولى له خلال فترة تعافيه من أزمته الصحية الأخيرة التي بدأت منذ شهر فبراير الماضي، قائلًا: "إن الحرب تبدو أمرًا عبثيًا أكثر من أي وقت مضى".
وتابع البابا فرنسيس خلال رسالته الذي بعثها للصحافة خلال مكوثه بمستشفى جيميلي بروما إنّ الضعف البشري، في الواقع، لديه القدرة على أن يجعلنا أكثر وضوحًا في التمييز بين ما هو باقٍ وما هو زائل، بين ما يمنح الحياة وما يسبب الموت. ربما لهذا السبب نحاول غالبًا إنكار حدودنا والهرب من مواجهة الأشخاص الضعفاء والجَرحى، لأنهم يملكون القدرة على التشكيك في المسار الذي اخترناه، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
وتابع البابا فرنسيس قائلًا: "أشجع جميع الذين يكرّسون جهدهم وعقولهم لنقل الأخبار، من خلال وسائل الإعلام التي باتت تربط عالمنا في الزمن الحقيقي، على إدراك أهمية الكلمات. فالكلمات ليست مجرد حروف تُقال، بل هي أفعال تُشكّل بيئتنا الإنسانية، إذ يمكنها أن توحّد أو تفرّق، أن تخدم الحقيقة أو تستغلها. لذا، علينا أن نجرّد الكلمات من الأسلحة، لكي نجرد العقول من الأسلحة، ونجرد الأرض من الأسلحة. هناك حاجة ماسّة اليوم إلى التأمل، والهدوء، وإدراك تعقيد الواقع.
وأضاف البابا فرنسيس الحبر الأعظم قائلًا: "في حين أن الحرب لا تخلّف سوى الدمار في الجماعات والبيئة بدون أن تقدّم حلولًا حقيقية للصراعات، فإن الدبلوماسية والمنظمات الدولية تحتاج إلى روح جديدة تمنحها المصداقية والديناميكية. كذلك يمكن للأديان أن تستقي من الروحانيات العميقة للشعوب، لكي تعيد إشعال الرغبة في الأخوَّة والعدالة، والرجاء في السلام".
واختتم رسالته قائلًا: "هذا كله يتطلب التزامًا، وجهدًا، وصمتًا، وكلمات. لنشعر بأننا متحدون في هذا المسعى، الذي لن تتوقف النعمة السماوية عن إلهامه ومرافقته".