كشفت شبكة "CBS News" الأمريكية عن مساعٍ أمريكية وإسرائيلية لإعادة توطين الفلسطينيين في غزة داخل دول عربية وأفريقية، مثل السودان والصومال وسوريا، ضمن خطة تستهدف "تفريغ" القطاع من سكانه تحت مزاعم إنهاء الحرب مع حماس وإعادة الإعمار.
ووفقًا للشبكة، أكدت مصادر دبلوماسية أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين تواصلوا خلال الأشهر الأخيرة مع حكومات في السودان والصومال، كما أبدوا اهتمامًا بسوريا كمواقع محتملة "لإعادة توطين" الفلسطينيين المهجرين من غزة.
وفيما لم تؤكد أو تنفِ بعض الدول هذه الاتصالات، فقد نفى مسؤولون صوماليون علمهم بالخطة، وأكدوا أن أي محاولة كهذه تهدد بزيادة زعزعة الأمن في المنطقة، وتغذية التطرف.
"لا أحد يطرد الفلسطينيين" تصريحات أمريكية متضاربة
ورغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تصريحات صحفية: "لا أحد يطرد الفلسطينيين"، إلا أن الشبكة نقلت عن مصادر مطلعة تأكيدها بأن إدارته تواصل دراسة خطط تهجير الفلسطينيين كحل نهائي للأزمة.
بل وذهب ترامب في تصريحات سابقة إلى اقتراح "بناء مجتمعات جديدة للفلسطينيين خارج غزة"، معتبرًا أن القطاع "لم يعد صالحًا للسكن"، ما يُلمّح إلى نية واضحة لفرض التهجير الجماعي.
تحذيرات من "جريمة تطهير عرقي" مرفوضة دوليًا
وقوبلت هذه الخطة برفض شديد من المجتمع الدولي، حيث سارعت الأمم المتحدة وحكومات عربية وعدد من المشرعين الأمريكيين الديمقراطيين إلى إدانة الفكرة، ووصفها البعض بأنها "جريمة تطهير عرقي".
وأشار التقرير إلى أن مصر وبعض الدول العربية طرحت خطة بديلة لإعمار غزة دون المساس بحق الفلسطينيين في أرضهم.
واقع غزة الكارثي: دمار شامل ومآسٍ إنسانية
وبحسب الأمم المتحدة، فإن 90% من المساكن في غزة قد دُمرت أو تضررت بشدة، فيما نزح نحو 1.9 مليون فلسطيني داخليًا. كما تشير وزارة الصحة في غزة إلى استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023.
خطة أمريكية - إسرائيلية تصطدم بحقوق الفلسطينيين الأساسية
ويرى مراقبون أن فكرة التهجير تمثل تجاوزًا خطيرًا لحقوق الفلسطينيين المشروعة في البقاء على أرضهم، وتتناقض مع القانون الدولي الذي يحظر النقل القسري للسكان.
وتُحذر منظمات حقوقية من أن أي محاولة لفرض واقع جديد على الفلسطينيين خارج أرضهم التاريخية تعني تكريس الاحتلال، ونسف أي فرص لتحقيق السلام العادل.
صمت رسمي وسط قلق من تبعات الكارثة
ورغم خطورة الخطة التي كشفها تقرير "CBS"، رفضت إسرائيل والبيت الأبيض ومجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق على هذه المعلومات.
كما أبدى مسؤولون صوماليون قلقهم من أن نقل الفلسطينيين إلى الصومال قد يؤجج العنف والإرهاب، مشيرين إلى أن بلادهم تواجه تحديات أمنية معقدة أصلًا.
مخاوف من استغلال الأوضاع الإنسانية لفرض التهجير
وبينما تتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، يخشى الفلسطينيون أن تُستغل معاناتهم لتمرير مخطط طردهم قسرًا، في وقت تتصاعد فيه دعوات اليمين الإسرائيلي المتطرف لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة.