تحدث د.نظير عياد، مفتي الديار المصرية عن الفرق بين الشريعة والفقه، موضحًا أن هذه مسألة محورية في الفكر الإسلامي.
وقال نظير، خلال تقديم برنامج "حديث المفتي" المُذاع على قناة "الناس" إن الخلط بين الشريعة والفقه يترتب عليه كثير من الأخطاء الجسيمة التي تتمثل في بعض الأمور التي منها: "أولًا الجمود والتقليد الأعمى، حيث يظن البعض أن كل اجتهاد فقهي هو دين ثابت لا يقبل النقاش ولا يقبل التعديل ولا يقبل القبول والرفض، ويظنون أن أي تطور فقهي هو خروج عن الدين".
وأردف "ثانيًا التسيب والإنحلال الفكري على الجانب الآخر، هناك من يرفض الشريعة بحجة أن بعض الأحكام الفقهية قد تغيرت فيزعمون أن الإسلام ليس بصالح لهذا العصر، وهم في واقع الأمر يخلطون بين الثابت والمتغير، فيرفضون الشريعة بدعوى رفض الفقه القديم".
واستكمل: "ثالثًا التطرف الديني والتشدد حيث تقوم بعض الجماعات المتشددة باعتبار بعض الآراء الدينية أو الفقهية القديمة ملزمة لكل زمان ومكان ويرفضون أي اجتهاد جديد مما يؤدي إلى تعصب وانغلاق فكري يتعارض مع روح الشريعة والمقاصد التي جاءت من أجلها وتقديمها بصورة ليست صحيحة بخلاف ما هي عليها".
وواصل "رابعًا العمل على إضعاف الفكر الإسلامي؛ لأن عدم التمييز بين الشريعة والفقه يؤدي إلى تراجع الاجتهاد الفقهي الحقيقي وإلى هيمنة خطاب ديني إما جامد متعصب وإما متسيب منحل، وكلاهما لا يخدم الإسلام ولا يؤدي إلى تقديمه بصورة صحيحة للعالمين، ومن هنا تأتي الحاجة إلى التجديد الفقهي في إطار الشريعة الغراء فالشريعة الإسلامية تميزت بقدرتها على استعاب المستجدات فهي تقوم على أصول ثابتة لكنها تتيح للاجتهاد الفقهي أن يتحرك في المساحات التي تحتاج إلى تطوير وتفسير جديد، وقد أكد العلماء عبر العصور ضرورة التجديد الفقهي في إطار الشريعة".
واستكمل: "يقول الإمام الشاطبي إن الشريع مبنية على تحقيق المصالح ودرء المفاسد، فما كان يحقق مصلحة الأمة فهو من الدين ولو لم يرد نص بعينه، وهذا يفتح الباب أمام العلماء والفقهاء والمفكرين للعمل على تطوير الفقه ليكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات المعاصرة، مع الحفاظ على ثوابت الشريعة وأصولها القطعية.
ودعا المفتي الجميع إلى التمسك بثوابت الشريعة، وفي الوقت ذاته إلى دعم الفقه المستنير الذي يحقق مقاصد الدين في كل عصر.