أخبار عاجلة
أبرز فعاليات يوم العلم السعودي 2025 - نجوم مصر -

"اعتُقل فى أكثر من مناسبة".. محطات من حياة ابن خلدون - نجوم مصر

619 عامًا مرت على وفاة العالم والفيلسوف ابن خلدون، الذي رحل في 16 مارس لعام 1406، أحد أبرز المفكرين في تاريخ الفكر العربي والإسلامي، بل ومن الشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ الفكري في العالم كله، ورغم أنه لم يكن في عصره معروفًا بشكل واسع في مجال العلوم الاجتماعية كما هو الحال اليوم، فإن أفكاره كانت بمثابة اللبنة الأولى في تأسيس علم الاجتماع، بل وسبقته بأربعة قرون على الأقل.

نشأة ابن خلدون

وُلد ابن خلدون في تونس عام 1332 وسط أسرة أندلسية نبيلة ذات خلفية ثقافية وعلمية، بدأ تعليمه في سن مبكرة حيث تعلم القرآن والحديث والشعر والفلسفة، ثم انتقل إلى مصر لمتابعة دراسته على أيدي العلماء والمفكرين في تلك الفترة، وكان يتنقل بين العديد من المدن الإسلامية الكبرى مثل القاهرة وفاس، حيث اطلع على العلوم المختلفة وأصبح موسوعي المعرفة، يجمع بين الحكمة الإسلامية والفكر العقلاني.

مؤلفات ابن خلدون

إن أبرز وأهم مؤلفات ابن خلدون هو كتابه "مقدمة ابن خلدون"، التي تعتبر بمثابة دراسة مؤصلة للعلوم الاجتماعية، والتي تنبأت بالكثير من المفاهيم التي ستصبح لاحقًا جزءًا من علم الاجتماع وعلم التاريخ.

في "المقدمة"، تناول ابن خلدون قضايا اجتماعية وحضارية معقدة بشكل ثاقب، وناقش العديد من المواضيع مثل الدولة، الاقتصاد، التاريخ، والاجتماع البشري. ورغم أن الكتاب كان ينتمي في البداية إلى دراسة التاريخ، فإن ابن خلدون قد توسع في تناول مشكلات المجتمع البشري بشكل عام، معتبرًا أن الحضارات تمر بمراحل عمرية، حيث تبدأ قوية ثم تضعف مع مرور الوقت، في ما يُعرف بـ "نظرية العصبية" التي تؤكد على تأثير الروابط الاجتماعية في تكوين واستمرار الدولة.

وكان ابن خلدون أول من قدم مفهوم "الاجتماع البشري" بوصفه سمة أساسية للإنسان، فدراسة الإنسان يجب أن تبدأ من المجتمع الذي يعيش فيه، وهو ما يُعتبر بمثابة الأسس التي بُني عليها علم الاجتماع الحديث.

كما كان له تأثير على الاقتصاد، فقد تناول مفهوم العمل والطلب والعرض، وقام بتفسير تقلبات أسعار السلع وظاهرة التضخم، بل وصف مراحل تطور الأمم والشعوب بطريقة اقتصادية وواقعية.

أفكار ابن خلدون

ابن خلدون لم يكن مجرد مفكر تاريخي، بل كان مفكرًا إنسانيًا بامتياز، ففي كتاباته تناول البُعد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي من أجل فهم طبيعة الإنسان وحركته داخل المجتمع، كما لم تقتصر رؤيته على الحضارات الإسلامية فقط، بل كان له نظرة شاملة لأحوال الأمم والشعوب المختلفة في العالم. وقد حاول أن يدرس هذه الأمم بطريقة محايدة، باحثًا في أسباب صعودها وسقوطها، مما يجعله أحد العلماء القلائل الذين قاموا بدراسة التاريخ الاجتماعي والسياسي بعمق ورؤية غير متحيزة.

ابن خلدون والعلوم الاجتماعية

رغم أن ابن خلدون عاش في العصور الوسطى، إلا أن أعماله كانت سباقة للعديد من المفاهيم الحديثة في مجالات مثل العلوم الاجتماعية والاقتصاد. كما أن مفاهيمه الخاصة بـ "العصبية" ونشوء الدولة والمجتمع قد ألهمت العديد من المفكرين الغربيين مثل ماكس فيبر وإميل دوركايم.

يمكن القول إن ابن خلدون قد أسس لعلم الاجتماع من خلال كتاباته التي تناولت مسألة الاجتماع البشري وعلاقته بالدولة والاقتصاد، وهو ما جعل "مقدمة ابن خلدون" تُعتبر من أهم الأعمال التي تطرقت لدراسة المجتمعات البشرية قبل أن يتم تعريف هذا العلم بشكل رسمي.

معاناة ابن خلدون

ابن خلدون لم يكن فقط مفكرًا نظريًا بل كان أيضًا رجلًا عمليًا مر بالعديد من التجارب السياسية. شغل عدة مناصب إدارية في العديد من الدول الإسلامية مثل المغرب ومصر، وسافر إلى العديد من المناطق في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وقد شهد أحداثًا سياسية هامة مثل سقوط الدولة الموحدية وصعود الدولة المرينية في المغرب، كما عاصر الكثير من الحروب والصراعات التي أثرت في أفكاره.

لكن تجاربه السياسية لم تكن دائمًا سهلة، فقد تعرض للعديد من الإخفاقات في المناصب الحكومية، كما اعتُقل في أكثر من مناسبة. ومع ذلك، كانت هذه التجارب الواقعية تُثري أفكاره وتحفز على التفكير في كيفية نشوء الدولة والحضارات واندثارها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بث مباشر شاهد مباراة برشلونة ضد أتلتيكو مدريد لحظة بلحظة الأن (فيديو) - نجوم مصر
التالى «الدستور» تحاور أكرم حسنى: سعيد بنجاح «الكابتن» وتركنا الباب مفتوحًا لتقديم جزء ثانٍ - نجوم مصر