الخميس 13/مارس/2025 - 05:27 م 3/13/2025 5:27:01 PM

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،إن كلمة الجليل من الناحية اللغوية لها معانٍ أولًا مأخذها من جلّى وتأتي بمعاني ثلاثة وحصرها العلماء في معانٍ ثلاثة، وهذا هو الرجوع إلى أصل اللغة، فبعد ما جاء الحديث أو نزل القرآن أخذوا هذه الألفاظ وهم الذين وضعوا لها المعاني، إنما أخذوا جلّى وعادوا بها للعربي الذي نزل عليه القرآن وفهمه، فماذا كان يفهم هذا العربي من كلمة جلّى وحين نزل القرآن وفهم ماذا من كلمة جلّى.
وأضاف الإمام الطيب، خلال لقاءه ببرنامج "الإمام الطيب"، المُذاع عبر قناة ON، أن كلمة جلّى كانت تطلق بين العرب على معان ثلاثة أولها بمعنى أعطى وكانوا يقولون ذهبت إلى فلان فما أجلّني ما أعطاني، وهذا سبب أو سماع يجعلنا نحتم القول بأن الجلال بمعنى الإعطاء، وكانت موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف يفهم العربي هكذا إلا إذا كانت مستعملة وإلا كان النبي صلى الله وسلم يخاطب أقوامًا لا يفهمون المفردات إنما كان العربي يسمعه ويأخذ موقف ضده معه، لكن ما علّق عليه مرة أنك تخاطبنا بلغة لا نفهمها، ولم يحدث هذا إطلاقًا ولا سجّل، وإنما كانوا يسمعونه وكانوا يحاولون أن يحاكوه بألفاظ أخرى ما استطاعوا لأنه كان نوع من التحدي الإلهي على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكد، أن هذه الألفاظ كانت موجودة، ولفظ جليل أو جلّى المأخوذ منه الجليل، إما العطاء، وإما أنه جلّى بمعنى كبر في سنه، وهذا استدلّ به في الحديث النبوي أنه في دار الندوى لما اجتمع المشركون وكفار قريش وقرروا أن يقتلوا النبي صلى الله وسلم ولك يكونوا يعلموا ماذا يفعلوا لأنهم يرون الإسلام كل يوم يزداد ناس ويزداد قبائل فاجتموا من أجل أن يفكروا في حل أو يصلوا إلى حل وكانت هناك طروحات عديدة من كبار المشركين فجاء شخص من نجد وهو الذي أشار عليهم بأن يختاروا شباب ويقتلونه وهو خارج في الصباح ويضربونه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه في القبائل، وهذا الرجل هو الشيطان لم يكن رجلًا حقيقيًا، ففي الحديث فجاء إبليس في صورة شيخ جليل كبير مسن وهو مقصود حتى الناس تتأثر لأن حتى الآن الناس تستمع إلى رجل التجارب، فشيخ جليل بمعنى شيخ كبير السن.
وتابع: "أما المعنى الثالث هو من معنى الجليل أنه جلّ عظم قدره، فمعنى أعطى، ومعنى كبر سنه، ومعنى عظم قدره".