في خطوة تبدو كفرصة لتحقيق السلام، وافق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هدنة مؤقتة لمدة 30 يومًا، بعد محادثات أمريكية في السعودية.
ولكن هذا التوافق لا يخلو من الحذر والتشكيك في نوايا روسيا، زيلينسكي الذي ما زال يتعرض للضغوط العسكرية من موسكو، حذر من أن روسيا قد تماطل في تطبيق الهدنة، فهل ستنجح هذه الهدنة في تحقيق السلام الحقيقي أم أنها مجرد خطوة تكتيكية من موسكو لربح الوقت؟
هدنة مؤقتة.. ولكن!
في حين أبدت أوكرانيا استعدادها لموافقة مبدئية على هدنة مدتها 30 يومًا، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذرًا بشكل غير عادي في تصريحاته الأخيرة.
في فيديو نشره عبر حساباته الرسمية، أكد زيلينسكي أن بلاده لا تزال ملتزمة بالسعي إلى السلام، لكنه شدد على أن العامل الرئيسي للهدنة يكمن في قدرة شركائنا على ضمان استعداد روسيا لإنهاء الحرب بشكل حقيقي، وليس بطريقة مخادعة.
حديثه كان رسالة واضحة لموسكو ولحلفائها الدوليين بأن كييف تراقب عن كثب أي محاولة لتلاعب أو خرق للاتفاق.
الضربات الروسية مستمرة رغم الهدنة
مقابل الموقف الدبلوماسي الأوكراني، أكد زيلينسكي أن الضربات الروسية ضد بلاده لم تتوقف، بل تزايدت بشكل يومي، حوالي مئة طائرة مسيرة من طراز "شاهد" تهاجم أوكرانيا كل ليلة، هذه الكلمات التي أطلقها الرئيس الأوكراني في تحذيره، تعكس حالة من التوتر المستمر على الأرض رغم التوافقات السياسية.
هذه الضربات تمثل دليلًا ملموسًا على أن موسكو قد لا تكون جادة في وقف الهجوم العسكري، مما يثير الشكوك حول نواياها الحقيقية.
الضغط الدبلوماسي على روسيا
بالرغم من الضغوط العسكرية، تواصل أوكرانيا العمل على الجبهة الدبلوماسية، حيث تنتظر تقريرًا من الوفد الأوكراني الذي التقى بنظرائهم الأميركيين في السعودية.
هذه المحادثات تمثل جزءًا من جهود أكبر للضغط على روسيا وتحقيق السلام وفقًا للشرعية الدولية.
زيلينسكي أكد أن كييف تواصل التحرك بشكل حثيث لضمان أن تكون جميع الظروف ملائمة للتوصل إلى تسوية نهائية.
رد موسكو: بوتين قد يعلق على الهدنة
في تطور موازٍ، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يتناول ملف الهدنة مع أوكرانيا في وقت لاحق.
خلال لقائه مع نظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الذي يزور موسكو حاليًا، قد يقدم بوتين ردًا على المقترحات الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار.
هذا التصريح يأتي في وقت حساس، حيث يسعى المجتمع الدولي للضغط على روسيا للموافقة على وقف حقيقي للقتال، لكن شكوكًا كبيرة تظل قائمة حول ما إذا كانت موسكو ستلتزم بتلك الوعود.
أميركا تواصل تحركاتها: هل ستؤدي المفاوضات إلى نتائج ملموسة؟
في خطوة تكمل هذه الديناميكيات، أعلنت الإدارة الأميركية أنها سترسل المبعوث الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو في الأيام القليلة المقبلة لمناقشة تفاصيل الهدنة المقترحة.
في الوقت نفسه، ألمح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى رغبته في إجراء محادثة هاتفية مع بوتين هذا الأسبوع، في محاولة لتهيئة الأجواء الدبلوماسية.
بينما تظل الهدنة المقترحة بارقة أمل لأوكرانيا، يبقى التساؤل: هل ستستمر روسيا في خداع شركائها الغربيين، أم أن هذه المبادرة ستكون بداية حقيقية لنهاية الصراع
