أخبار عاجلة

جلابية "حكيم باشا".. وخطيئة وزارة الثقافة - نجوم مصر

وقف حكيم باشا بجلبابه الصعيدي الأنيق على باب الفندق الراقي.. كان الرجل في طريقه إلى الداخل قبل أن يستوقفه أحدهم معتذرًا بأن الجلباب ليس زيًا مسموحًا به في فندقهم.. ليسأله "حكيم باشا" عن وظيفته من يكون؟.. فرّد الرجل بكثير من الغطرسة أنه مدير أمن الفندق.
حكيم: "أهو أبو جلابية ده اللي مشغلك مدير أمن الفندق".

مشهد مبدع من مسلسل حكيم باشا الذي تنتجه شركة سينرچي للإنتاج الفني.. كثير من الإبداع والإنصاف والتقدير في مشهد واحد.. فرغم أن الدولة تؤكد على أهمية الحفاظ على الثقافات المختلفة لمجتمعاتنا، وضرورة الاعتزاز بها، إلا أن هناك مِن بيننا مَنّ يتجاهلون أي ثقافة تُخالفهم.. بل وينالون منها.

يبقى من الجهل ألا يحترم الإنسان ثقافات الآخرين، فلكل مجتمع دستوره الداخلي الذي يُحدد آلية الحياة التي يعيشها.. هكذا يرتدي.. وهكذا يجلس.. وربما به يتحدث، ومنه يحكم تعاملاته مع الآخرين.. عالم آخر في كل مجتمع يستحق الاهتمام والدراسة والاحترام.

يقولون في علم الأنثربولوجيا إن مفتاح الدخول إلى مجتمع هو معرفة ثقافته.. يجب عليك احترامها، ومن المحظورات أن تُحاول النيل منها، أو قياسها وفقًا لمعتقداتك وثقافتك أنت.. فأنت لست دستورًا للحياة، ولا هم أيضًا.. لكن لكلٌ منا دستوره الداخلي الذي يُناسب مجتمعه وجُغرافيته.

هكذا هي المحاذير للأفراد من التقليل من ثقافات غيرهم.. لكن ماذا إن كانت وزارة الثقافة نفسها هي التي لا تحترم الثقافات المختلفة!.. الحقيقة أنه يحدث.. فعلى الرغم من كونها الوزارة المسئولة عن حِفظ التراث والثقافات المختلفة، بل وإبرازها والاعتزاز بها من خلال فِرق الفنون الشعبية، إلا أنها هي نفسها التي ترتكب خطيئة في حق "الجلابية".

صدمة كبيرة تلقيتها وأنا أقرأ في تعليمات حضور حفلات دار الأوبرا أنه ليس مسموحًا بالحضور سوى بالزي الرسمي "البدلة الكاملة".. سرحت ببالي قليلًا وتساءلت "ماذا لو أراد ابي يومًا أن ينال حقه في دخول الأوبرا".. تساءلت وأجبت على نفسي أنه أبدًا لن يرتدي غير الجلباب مهما كانت هذه الرغبة، ومهما كانت أهمية الزيارة.

ليس أبي فقط الذي سيُحرم من حقه.. فملايين ممن يحترمون ثقافاتهم ويعتزون بها من سكان الأرياف والصعيد والقبائل العربية؛ لن يستبدلوا الجلباب بملابس أخرى.. هكذا هي ثقافاتهم، وهذه هي حياتهم التي كان يجدر على وزارة الثقافة أن تحافظ عليها.. لكنها أصدرت قرارًا غير عادلًا بحرمانهم من حقهم.

تمنيت أن يُشاهد مسؤولي وزارة الثقافة مشهد مسلسل "حكيم باشا" في الفندق.. حتى يعرفوا أن الجلباب ليس زيًا يستحق منهم ألا يحترموه هكذا.. وأن يعي هؤلاء أن الثقافة يجب أن تبدأ في وزارة الثقافة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي - نجوم مصر
التالى اتفاق مصرى أمريكى لتعزيز تكنولوجيا الحفر وإنتاج الغاز فى البحر المتوسط - نجوم مصر