عكفت الكاتبة هويدا عطا، على توثيق جوانب من حياة صائد الدبابات محمد المصري، وروت لـ"الدستور" كيف تكررت المكالمات والزيارات لتوثيق سيرته الذاتية، في كتابها الصادر حديثًا "المصري صائد الدبابات.. قصة بطل في حب الوطن".
ولفتت هويدا عطا إلى أنها ذهبت إلىي مقابلته مرات عديدة، في قريته عزبة المصري بمركز أبو المطامير بالبحيرة، لتكشف الكثير عن رحلة البطل المصري الذي تمكن من تدمير 27 دبابة إسرائيلية، من بينها دبابة عساف ياجوري، قائد اللواء 190 مدرع، في حرب أكتوبر المجيدة.
أصعب لقاء بين محمد المصري صائد الدبابات والسادات
وفي كتابها "صائد الدبابات"، يكشف البطل محمد المصري تفاصيل تكريم الرئيس السادات له في منزله، وحكاية أصعب لقاء جعل ضربات قلب الأول تزداد، حيث أصيب محمد المصري بمشاعر مضطربة، حينما اصطحبه المشير أحمد إسماعيل إلى منزل السادات.
وفي طريقه إلى منزل السادات، أمره المشير بعدم مصافحة الرئيس باليد إلا إذا هو تفضل بذلك، ومد يده للمصافحة.
وفي منزل السادات، يصف المصري لحظة وصول الرئيس السادات أنه "كفارس أسمر خرج للتو من البطولات التاريخية الشهيرة التي قرأناها في الكتب، وفي غضون ثوان فوجئت به فاتحًا ذراعيه ليحتضني، فرحًا به".
ثم قاله السادات: أهلًا يا مصري.. أهلًا يا بطل

“حضن أبي عاد من جديد”
وكشف المصري عن هذه اللحظة، أنه شعر بحضن أبيه عاد من جديد، حيث يتذكر: "أنا خلاص دخلت حضن أبي من جديد"، فهو قد حُرم من أبيه الذي اغتاله الموت مبكرًا.
ولفت المصري إلى أنه قد تكسرت أمام هذا الحنان الأبوي الفياض، كل المحاذير السابقة التي نصحه بها المشير أحمد إسماعيل.
وقال السادات لـ البطل محمد المصري: “أنت في بيتك، والوقت بالنسبة لك مفتوح، إحك لي يا مصري منذ أن دخلت الجيش حتى الآن”.
ويتذكر المصري، كيف مكث لدقائق ليستجمع فيها نفسه الفرحة ونقاط الحديث، قائلا: "حاولت أن يكون حديثي هادفًا ومُركزًا، واستغرق الوقت وحكايتي بالعسكرية ما يقرب من ساعة كاملة ولم يشعر الرئيس بأي ضيق أو استعجالي بإنهاء الحديث ولكنني وجدته مستمعًا جيدًا، ومستمتعًا بقصصي عن مجاحي في اصطياد 27 دبابة للعدو".
نجح "محمد المصرى" بصاروخ المولتيكا فى تدمير عدد كبير من دبابات العدو، فى نطاق خدمته بمناطق وادى النخيل والفردان وتبة الشجرة، وفي إحدى لقاءاته، قال البطل الراحل إن والدته كانت مثلا أعلى له، حيث ربت فيه صفات الرجولة والغيرة على الوطن منذ صغره، قائلًا: "أمى كانت تقول لى دائما خليك راجل".
ولم يكن تكريم السادات الوحيد في حياة البطل المصري، ولكن أيضًا كرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، البطل محمد المصري، صائد الدبابات بحرب السادس من أكتوبر 1973، خلال الندوة التثقيفية الأربعين للقوات المسلحة.