.
الأربعاء 30/أبريل/2025 - 04:15 م
تقدّم المحامي السيد الدجوي وكيلا عن نهى محمد ماهر عبد الرازق جاد الله، أرملة أسامة أحمد البسيوني خليل، مدير الإدارة التعليمية بالباجور – محافظة المنوفية الراحل، ببلاغ رسمي إلى النائب العام، يتهم فيه وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، ومساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة الدكتور أحمد المحمدي، بإهانة زوجها وتهديده خلال زيارة رسمية، ما أدى إلى انهيار حالته النفسية ووفاته في أعقاب الواقعة بدقائق معدودة.
مذكرة دفاع أسرة مدير إدارة الباجور التعليمية المتوفي بالتزامن مع زيارة وزير التربية والتعليم
ووفقًا لما جاء في البلاغ، الذي يحمل التوكيل رقم 25 س لسنة 2025 توثيق الباجور، فقد وقعت الحادثة يوم 7 أبريل 2025 أثناء جولة مفاجئة للوزير ومساعده لعدد من المدارس التابعة لإدارة الباجور التعليمية، والتي كان المغفور له مديرًا لها.
وأفادت مذكرة الدجوي بأن الراحل تلقى اتصالًا هاتفيًا من الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، أخبره فيه بتواجد الوزير في مدارس المنطقة، فتوجّه على الفور للترحيب به. وحين وصل إلى مدرسة الباجور الثانوية المشتركة، وحاول مصافحة الوزير، فوجئ بسؤاله له: "أنت مين؟"، فرد قائلًا: "أنا أسامة البسيوني، مدير الإدارة يا معالي الوزير". إلا أن الوزير – بحسب نص الشكوى – أشاح بوجهه مرددًا: "أنا مش عاوزك.. فين مدير المدرسة؟".
واستكمل البلاغ، أنه في ذات اللحظة تدخل الدكتور أحمد المحمدي، مساعد الوزير، موجهًا حديثه للراحل بلهجة عنيفة قائلا: "تسبقني حالًا بالحضور والغياب على العاصمة الإدارية.. أنت متنفعش مدير إدارة.. خد الباب وراك".
وأضاف أن ذلك وقع أمام عدد من المعلمين والإداريين، من بينهم محمد بكر، مدير المدرسة، وعاطف الجعار، وعمرو زوبع، وياسر النويشي، وآخرون، بالإضافة إلى وجود كاميرات مراقبة وثقت الواقعة.
وذكر مقدم البلاغ أن ما صدر عن الوزير ومساعده يمثل إهانة صريحة لموظف عام أثناء تأدية وظيفته، وهي جريمة يعاقب عليها القانون طبقًا لنص المادة 133 من قانون العقوبات، التي تجرم "إهانة الموظف بالقول أو التهديد أثناء تأدية وظيفته أو بسببها".
وبحسب البلاغ، فإن الراحل، عقب الحادثة، شعر بحزن عميق وخرج من المدرسة محطمًا نفسيًا، وقام بإجراء عدة مكالمات هاتفية مع قيادات تعليمية من بينهم وكيل الوزارة بالمنوفية، ووكيل إدارة قويسنا التعليمية، بالإضافة إلى أحد العاملين بالإدارة التعليمية بالباجور، طلبًا لنسب الحضور والغياب، وقد ظهر عليه التأثر الشديد لما حدث.
وأشار البلاغ إلى أن المغفور له، المعروف بحسن السيرة والسلوك بين زملائه وطلابه، توجه إلى سيارته في حالة من الذهول والكسرة، ولم يفق من صدمته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارته، وفقًا لما وصفه البلاغ: "خرج منكسرا مرتعدا من العواقب.. ولم يفق حتى فاضت روحه إلى بارئها.. وآآآآه من كسرة الرجال".
ولفت المحامي في مذكرته إلى أن الوزير كان قد لاحظ انخفاض نسبة الحضور في بعض المدارس، من بينها مدارس "بي العرب" و"الإعدادية الحديثة"، بسبب إصابة عدد من الطلاب بالجدري، وهو ما يمكن التحقق منه عن طريق الوحدة الصحية بالمنطقة أو استبيان آراء الطلاب وأولياء أمورهم.
وانتقد البلاغ التناقض بين ما جرى فعليًا وما أعلنته وزارة التربية والتعليم لاحقًا عبر صفحاتها الرسمية، حيث نعت المدير الراحل وأشادت بجهوده، بل وأكدت أن الوزير لم يرصد أية ملاحظات سلبية على أداء الإدارة التعليمية بالباجور، وهو ما يناقض - بحسب البلاغ - الموقف المهين الذي تعرض له الراحل.
وطالب مقدّم البلاغ معالي النائب العام بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بحق من وصفهم بـ"المتسببين في الواقعة"، ومحاسبتهم عما بدر منهم من إهانة وتهديد لموظف عام أدى إلى وفاته في مشهد صادم أثار حزن واستياء المجتمع المحلي بمحافظة المنوفية.
