قالت الهند اليوم الإثنين، إنها ردّت على إطلاق نار وصفته بغير المبرر بالأسلحة الخفيفة من الجانب الباكستاني على طول الحدود الفعلية الفاصلة بين البلدين، وذلك لليلة الرابعة على التوالي، بينما تكثف عملياتها للبحث عن مسلحين في المنطقة عقب الهجوم الدموي الذي استهدف سياحًا في كشمير الأسبوع الماضي.
الأزمة بين الهند وباكستان
وأوضحت الهند أنها حددت هوية اثنين من بين ثلاثة مسلحين مشتبه بهم، مشيرة إلى أنهم باكستانيون، في حين نفت إسلام آباد أي تورط لها وطالبت بإجراء تحقيق محايد، حسب وكالة رويترز.
وفقًا لمسؤولين أمنيين وناجين، قام المسلحون بفصل الرجال في موقع الحادث، وهو مرج في منطقة باهلجام، وسألوا عن أسمائهم ثم استهدفوا الهندوس وأطلقوا النار عليهم من مسافة قريبة.
وقد أثار الهجوم موجة غضب وحزن عارمة في الهند ذات الأغلبية الهندوسية، إلى جانب دعوات لاتخاذ إجراءات ضد باكستان الإسلامية، التي تتهمها نيودلهي بتمويل وتشجيع الإرهاب في كشمير، الإقليم المتنازع عليه والذي خاض البلدان بسببه حربين.
وقد اتخذت الدولتان النوويتان سلسلة من الإجراءات العدائية ضد بعضهما البعض؛ حيث أوقفت الهند العمل باتفاقية مياه نهر السند الحيوية، بينما أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية.
من جانبها، دعت الصين، وهي طرف فاعل رئيسي في المنطقة، يوم الاثنين كلا من الهند وباكستان إلى ممارسة ضبط النفس، ورحبت بكل الخطوات التي من شأنها تهدئة الوضع.
وذكرت القوات المسلحة الهندية أنها ردّت على إطلاق نار غير مبرر" بالأسلحة الخفيفة من عدة مواقع عسكرية باكستانية قبيل منتصف ليل الأحد، على امتداد الحدود الفعلية التي يبلغ طولها 740 كيلومترًا (460 ميلًا) بين الجانبين في كشمير. ولم تقدم مزيدًا من التفاصيل ولم تشر إلى وقوع إصابات.
وفي بيان منفصل، أعلن الجيش الباكستاني مقتل 54 مسلحًا إسلاميًا خلال اليومين الماضيين أثناء محاولتهم التسلل إلى الأراضي الباكستانية من الحدود الغربية مع أفغانستان.
وأجرت القوات الدفاعية الهندية عدة تدريبات عسكرية في أنحاء البلاد منذ وقوع الهجوم. وذكر مسؤول دفاعي أن بعض هذه التدريبات جزء من الاستعدادات الروتينية.
في سياق متصل، قالت مصادر في الشرطة المحلية لرويترز اليوم إن قوات الأمن احتجزت نحو 500 شخص لاستجوابهم بعد أن فتشت ما يقارب 1000 منزل وغابة خلال عمليات البحث عن المسلحين في كشمير الهندية، وأضاف المصدر أنه تم هدم تسعة منازل حتى الآن.
ودعا قادة سياسيون في الولاية إلى توخي الحذر لضمان عدم الإضرار بالأبرياء خلال العمليات الجارية ضد الإرهاب، وذلك عقب أعنف هجوم من نوعه تشهده الهند منذ ما يقرب من عقدين.
وقال عمر عبد الله، رئيس وزراء جامو وكشمير، أمام الهيئة التشريعية:هذه هي المرة الأولى منذ 26 عامًا التي أشهد فيها خروج الناس بهذا الشكل... ليقولوا إنهم لا يؤيدون هذا الهجوم.
وأضاف: سينتهي التمرد المسلح عندما يقف الناس إلى جانبنا، ويبدو اليوم أن هذا هو الاتجاه الذي يسيرون نحوه.
من جانبها، نفت جماعة مقاومة كشمير، المعروفة أيضًا باسم جبهة المقاومة، في منشور عبر منصة إكس بشكل قاطع مسؤوليتها عن هجوم الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن كانت قد تبنته سابقًا في رسالة أخرى، ملقية باللوم على اختراق إلكتروني تسبب في نشر الرسالة الأولى التي أعلنت فيها المسؤولية.