صادقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على ترشيح الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، حسين الشيخ نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائبًا لرئيس دولة فلسطين، فى خطوة وُصفت بأنها تمهيد عملى لإعادة ترتيب أوراق القيادة الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة.
وشغل «الشيخ» عدة مناصب سياسية وأمنية وتنظيمية بارزة خلال العقود الماضية، وهو من أبرز الشخصيات التى ظهرت بقوة فى المشهد الفلسطينى خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو صاحب مسيرة سياسية قوية، قادته من زنازين الأسر الإسرائيلى إلى أعلى مواقع القيادة، حتى صار أول نائب لرئيس دولة فلسطين.
ولد حسين شحادة محمد الشيخ فى ١٤ ديسمبر ١٩٦٠، برام الله فى الضفة الغربية المحتلة، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية دير طريف المهجرة من قضاء الرملة.
وانتمى «الشيخ» إلى حركة «فتح» فى سن مبكرة، واعتقلته إسرائيل بسبب انتمائه ونشاطه فى الحركة عام ١٩٧٨، وقضى فى السجون ١١ عامًا، ثم خرج عام ١٩٨٩ مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وانخرط «الشيخ» مبكرًا فى صفوف منظمة التحرير الوطنية الفلسطينية «فتح»؛ فمع تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو، بدأ فى العمل الرسمى، فشغل منصب عقيد فى قوات الأمن الوقائى الفلسطينى خلال الفترة ١٩٩٤/١٩٩٥، وشارك فى بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية الناشئة.
وفى عام ١٩٩٩، انتخب حسين الشيخ أمينًا لسر حركة «فتح» فى الضفة الغربية، واستمر صعوده داخل الحركة، فانتخب عضوًا فى اللجنة المركزية للحركة خلال مؤتمرها السادس فى عام ٢٠٠٨، واستمر فى عضويته حتى اليوم.
وخلال سنوات السجن تعلم اللغة العبرية، ما أتاح له لاحقًا أداء أدوار حساسة فى إدارة ملفات التنسيق مع إسرائيل بصفته الرسمية.
وفى عام ٢٠١٩، عُين «الشيخ» رئيسًا للهيئة العامة للشئون المدنية الفلسطينية برتبة وزير، وهو المنصب الذى ظل يشغله حتى ٢٠ فبراير الماضى.
ومن خلال هذا المنصب، كان حسين الشيخ مسئولًا عن إدارة العلاقات اليومية مع إسرائيل، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل المدنية مثل التنسيق الأمنى، ولم شمل العائلات الفلسطينية، ومتابعة الملفات الإنسانية.
ومنحته خبرته فى اللغة العبرية وفهمه العميق لطبيعة النظام الإسرائيلى قدرة على التفاوض وإدارة الملفات المعقدة.
وامتد تأثير «الشيخ» إلى ملف المصالحة الداخلية، إذ شارك كعضو فى لجنة الحوار الوطنى الفلسطينى عام ٢٠١٧، محاولًا المساهمة فى رأب الصدع بين الفرقاء الفلسطينيين وتوحيد الصف الوطنى.
وفى ٢٥ مايو ٢٠٢٢، عيّن «عباس» حسين الشيخ أمينًا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فى قرار اعتبر حينها على أنه تمهيد لدور أكبر على الساحة الفلسطينية، نظرًا لحساسية هذا المنصب الذى شغله سابقًا قادة كبار فى مسيرة منظمة التحرير، وبعد نحو ٣ سنوات، صادقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على قرار تعيينه نائبًا لرئيس دولة فلسطين.
جاء هذا التعيين استنادًا إلى التعديل القانونى الذى أقره المجلس المركزى الفلسطينى فى دورته الثانية والثلاثين، ليصبح حسين الشيخ أول نائب رسمى لرئيس دولة فلسطين.