منذ اللحظات الأولي لإعلان فوز الكاتب محمد سمير ندا، بالفوز بجائزة الرواية العالمية للرواية العربية ـ البوكر ــ عن روايته “صلاة القلق”، وشهدت الساحة الثقافية جدل ونقاش يكاد يصل لحد الاتهامات. وهو ما ترصده الــ"الدستور" في التقرير التالي.
هل فوز محمد سمير ندا بالجائزة فوز لمصر؟
وانطلقت شرارة المعركة الكلامية بين أهل الأدب والثقافة، حول نسب فوز محمد سمير ندا بالجائزة لمصر أم للبلد التي ينتمي إليها ناشر الرواية؟ أم له هو فقط دون مصر؟ خاصة في ظل تصريحات ندا ــ بينها ما قاله لحظة فوز بالجائزة للدستور أو في تصريحاته للزميلة ياسمين عباس في حفل إعلان القائمة القصيرة للجائزة بمكتبة الإسكندرية ــ عن رفض أكثر من أربعة دور نشر مصرية نشر الرواية حينما تقدم بها إليها.
تعددت الآراء وتباينت، فبين من يري أن الجائزة/ الفوز تنسب فقط لكاتبها ــ محمد سمير ندا ــ خاصة وأن ناشر الرواية ــ دار مسكيلياني التونسية ــ هو من تقدم بالرواية إلي أمانة الجائزة بعد رفضها من دور النشر المصرية، في حين أكد أحد الناشرين لـ "الدستور" أن مخطوطة الرواية الأولي مازالت لديه وأن “ندا” عندما قدمها للدار، اقترح الناشر إجراء بعض التعديلات على الرواية بما يتماشي مع سياسات الدار في النشر، لكن “ندا” رفض هذه التعديلات، لذا لم تجد طريقها للنشر في هده الدار المصرية.
معركة بين الكتاب ودور النشر
وينتقل الجدل بين دور النشر والكتاب، فدور النشر تدافع بأن لكل دار سياسات نشر، وأن تكاليف النشر في ارتفاع مستمر، فلها حرية نشر عمل لكاتب لن تحقق رواياته رواج أو مبيعات خاصة إذ ما كان كاتب لم يسبق له النشر، وتختار الكاتب ذائع الصيت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولديه الآلاف من المتابعين والمعجبين بكتاباته ــ أيا كانت هذه الكتابات ــ أو حقق اسم ومكانة أدبية. فالأمر في النهاية يتعلق بصناعة عليها أن تغطي تكاليفها وتحقق هامش ربح لتستمر في النشر.
وهو ما تراه بعض من الآراء أنه من حق دور النشر أن ترفض أو تقبل الأعمال التي تقدم إليها، بينما تري بعض الآراء الأخري، أن دور النشر لا يهمها المنتج أو المحتوي الذي تقدمه للقراء بقدر ما تهتم بالمبيعات والأرباح، حتي أن بعض دور النشر اتجهت لنشر أعمال “اليوتيوبرز” نظرا لأنها تحقق أرباح ومكاسب. بينما ترفض الأعمال الجادة أو ترفض النظر إلي هذه الأعمال من الأساس، وهو ما أكده الروائي أحمد الملواني ــ والذي وصل مع محمد سمير ندا إلي القائمة الطويلة للبوكر 2025 ــ في منشور له عبر حسابه بالفيسبوك ــ من أن بعض دور النشر قد رفضته هو شخصيا: “أنا قبل ما ألاقي ناشر لرواية أحلام سعيدة.. عارفين أنا اترفضت من كام دار نشر؟ وأنا مش بقول إن الرواية اترفضت.. لأ.. أنا نفسي اترفضت.. أنا ما كونتش بوصل حتى لمرحلة اني ابعت لهم الرواية.. ده بس السلامو عليكم فيه فرصة ابعت لكم حاجة للنشر؟ وعليكم السلام.. لا والله خطة النشر لا تسمح! يعني أنا بترفض من على الباب.. ليه؟ لأسباب تسويقية.. فيه ناشر ما يعرفنيش ولا عمره سمع عني.. فبالنسبة له كاتب هو نفسه ما يعرفهوش فطبيعي ما لهوش جمهور”
صلاة القلق تعيد الخلاف حول عبد الناصر
امتد الخلاف حول فوز محمد سمير ندا بجائزة البوكر، إلي موضوع الرواية وفكرتها. حيث ذهب العديد من المثقفين والكتاب، إلي أن الهجوم علي جمال عبد الناصر وشيطنته إنطلاقا من هزيمة 67 ــ موضوع الرواية ــ وراء فوز الرواية بالجائزة.
بينما ذهب الروائي الكبير أحمد صبري أبو الفتوح إلي كل الآراء التي قيلت عن الرواية وفوز محمد سمير ندا بها، سواء بالمدح أو بالذم فهي آراء متساوية لديه لا لشيئ سوي أن أصحابها لم يقرأوا الرواية: “الأصوات النقدية والأدبية التى كتبت تمتدح رواية صلاة القلق بعد منح صاحبها الجائزة شأنها شأن الأصوات التى تهاجمها دون أن تقرأها لا يمكن التعويل عليها، فالنقاد ومحترفو المتابعات الأدبية الكثيرون منهم ممن ينبهرون بالجوائز فيمتدحون دون وازع من ذائقة حقيقية أو ضمير، وكذلك المهاجمون دون أن يقرأوا، لهذا أعجبنى رأى الناقد الدكتور رضا عطية لأنه انبنى على قراءة من ناقد متخصص، لكننى لم أقرأ الرواية بعد ولهذا لا أستطيع تبنيه، فقط أقرأ دون انحياز مسبق ثم أرى.”