كشف الجيش السودانى عن هروب عناصر ميليشيا الدعم السريع، بشكل جماعى، من المحور الشمالى الغربى لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعدما قتلوا أكثر من ٨٠ مدنيًا وأصابوا العشرات، ودفعوا مئات الآلاف إلى الفرار.
وقالت قيادة الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش، فى بيان، إنه فى الساعات الأولى من صباح أمس الأول الأربعاء، جرى رصد حالات هروب جماعى لعناصر ميليشيا الدعم السريع، على متن ١٧ مركبة عسكرية كانت تتمركز بالمحور الشمالى الغربى من مدينة الفاشر، بعد تعرضهم لقصف مكثف ودقيق من القوات المسلحة.
وكانت الفرقة السادسة مشاة أعلنت، الثلاثاء الماضى، عن مقتل ٤٧ مدنيًا، من بينهم ١٠ نساء، وإصابة عدد كبير من المدنيين الذين جرى نقلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية، نتيجة لقصف مدفعى نفذته الميليشيا المتمردة استهدف مدينة الفاشر.
وأفادت الفرقة بأن ميليشيا الدعم السريع «تستمر فى استهداف المدنيين بشكل منهجى، واستخدمت حوالى ٢٥٠ قذيفة مدفعية خلال قصفها على أحياء الفاشر يوم الإثنين الماضى».
ومنذ عدة أشهر، تنفذ ميليشيا الدعم السريع عمليات عسكرية مستمرة فى الفاشر، فى إطار سعيها للسيطرة على آخر معاقل الجيش السودانى فى إقليم دارفور. واستمرت هذه الميليشيات فى قصفها المدفعى على المدينة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، حسب وسائل الإعلام المحلية.
وذكرت صحيفة «سودان تربيون»، أنه على مدى ثلاثة أيام متواصلة، استمرت الميليشيا فى شن قصف مدفعى هو الأعنف من نوعه على مدينة الفاشر.
وأوضحت الصحيفة أن القصف المدفعى العنيف الذى استهدف مواقع سيطر عليها الجيش السودانى وحلفاؤه من الحركات المسلحة، بجانب الأسواق ومراكز الإيواء ومعسكرى أبوشوك وأبوجا- تسبب فى مقتل ما يزيد على ٨٠ مدنيًا خلال ثلاثة أيام، بحسب متطوعين فى غرف الطوارئ.
وأضافت: «أكثر من ٢٠ شخصًا قتلوا، بينهم أطفال ونساء، وأصيب نحو ١٧ آخرين جراء القصف المدفعى العشوائى لميليشيا الدعم السريع».
من جهتها، أكدت تنسيقية لجان المقاومة فى الفاشر، أن الاشتباكات اندلعت منذ الساعات الأولى من صباح أمس الأول فى المحورين الشمالى والشرقى، قبل أن تتوسع فى المدينة وما حولها، بما فى ذلك معسكر أبوشوك وسوق المواشى.
وقالت التنسيقية: «إن القصف العنيف من قبل ميليشيا الجنجويد استمر حتى ساعات المساء»، موضحة: «الأنباء حتى الآن تشير إلى استشهاد أكثر من ٢٠ مدنيًا، من بينهم نساء وأطفال، وإصابة ما لا يقل عن ١٧ شخصًا آخر، بعضهم فى حالة حرجة».
فى غضون ذلك، نقلت صحيفة «المشهد السودانى» عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن مئات الآلاف من السودانيين فروا من مخيم زمزم بعد سيطرة ميليشيا الدعم السريع عليه، ما يزيد من الاحتياجات الإنسانية الماسة فى مدينة الفاشر.
وأعرب «دوجاريك» عن قلقه البالغ إزاء النزوح الجماعى والقصف المستمر وسقوط ضحايا مدنيين فى الولاية عقب سيطرة الميليشيا المتمردة على مخيم رئيسى.
وقال: «هذا هو المخيم الذى حدثت فيه مجاعة فى أغسطس الماضى، لذا يمكنكم تخيل أن الوضع خطير جدًا بالنسبة لهؤلاء الأشخاص».
وأفادت الأمم المتحدة بأن القصف المدفعى على الفاشر فى الأيام الأخيرة، بما فى ذلك مخيم أبوشوك ومناطق درجة أولى، تسبب فى سقوط عشرات آخرين من الضحايا المدنيين، فى الوقت الذى يخلق تدفق النازحين ضغوطًا متزايدة على الخدمات الصحية والغذائية فى جميع أنحاء شمال دارفور.