في ثمانينيات القرن المنصرم تحديدًا في العام 1989، ذاع اسم "ناهد القفاص"، كأشهر امرأة في مصر، على خلفية تخلصها من زوجها وتقطيع جثته بالساطور لأجزاء والتخلص منها في عدة مناطق، وعن قصتها قدمت الفنانة نبيلة عبيد فيلها الأشهر "المرأة والساطور" عام 1997.
غير أن "نجية علي عثمان"، سبقت "القفاص" في ستينيات القرن العشرين، في قتل زوجها بالساطور، بمعاونة أشقائها وعشيقها، فما قصتها؟
"نجية علي عثمان" أول زوجة في الصعيد تقطع زوجها بالساطور
في العام 1961، شهد مركز البداري بمحافظة أسيوط، جريمة بشعة، تناقض الصورة الذهنية المعروفة عن صعيد مصر، فأن تقتل زوجة خائنة زوجها بمساعدة أخويها وعشيقها، بل أن يضبطها الزوج، ويكتفي بطردها من المنزل وتطليقها تكاد تكون رواية مستحيلة، إلا أنها حدثت بالفعل.
تبدأ قصة "نجية"، الفتاة الجميلة، التي بيهر جمالها ألباب شباب القرية، حتي لمحها أحد أعيان البلدة، والذي يكبرها بحوالي 20 سنة، إلا أن وضعه الاجتماعي والاقتصادي بالنسبة لأهل "نجية"، يعد فاحش الثراء، فأجبروها على الزواج منه، رغم حبها لابن عمها "عبد الرحمن عطا".
تستسلم "نجية" لأقدارها، إلا أنها لم تنزع عشق ابن عمها من قلبها، وتحايلت علي الزوج أن يوافق على تشغيل ابن عمها في أرضه الزراعية، ويوافق الزوج، لتتمادي نجية في مطالبها، الزوج المخدوع يرضخ لطلباتها، حتى إنه يوافق على أن يسكن "عبد الرحمن عطا" بغرفة ملحقة ببيته.
محاولة فاشلة لقتل الزوج بالـ"التوكسافين"
قبل أن تقتل نجيةــ بالتعاون مع إخوتها وعشيقها ابن عمها ــ زوجها بالساطور بعدما لبدت له في "الذرة"، حاولت قتله بالسم، عندما وضعت له في طعامه مبيد "التوكسافين"، إلا أن أفراد أسرته أسعفوه ونجا من الموت بأعجوبة.
ورغم انتشار الشائعات حول سلوك نجية واتصالها بابن عمها في غياب زوجها، إلا أنها لم تسستلم أو تتراجع عن نيتها في قتل زوجها ومن ثم تتزوج ابن عمها، فطلبت من الزوج أن يكتب لها كل ما يملك باسمها، فوافق ورضخ لطلبها وبالفعل كتب لها كل ما يملكه. خاصة وأنها كانت قد أنجبت لها ابنة "فوزية"، والتي كانت الشاهد الوحيد على الجريمة الغريبة على المجتمع الصعيدي.
وفي أحد الأيام، استغلت "نجية" غياب الزوج في المركز، حيث كان يدلي بشهادته أمام المحكمة، استدعت نجية عشيقها، إلا أن الزوج عاد مبكرًا وضبط العشيقين.. الغريب في الأمر أن الزوج اكتفي بتطليق نجية وطردها من منزله.
ورغم جريمتها في حق زوجها وخيانته، إلا أن نجية بيتت النية لقتله، وفاتحت شقيقيها "عثمان" و"محمد" وابن عمها عبد الرحمن، واتفق الأربعة على قتل الزوج، بأن كمنوا له في حقل الذرة، أمام كوبري البلدة، وخلال عودته، هجم عليه الشقيقان والعشيق، وجروه لداخل الحقل، لتقتله الزوجة نجية بالساطور ثم تقطعه إلى أجزاء وتشرب من دمه مطلقة الزغاريد.
تفاصيل الجريمة كشفها العقيد محمد فتحي، مأمور مركز البداري، عقب التحريات التي أجراها الملازم أول "عبد القادر أنيس"، ولتوضع خيوط القصة أمام وكيل النائب العام في أسيوط، "طلعت سعيد"، وأكدت عليها ابنة القاتلة والقتيل، الابنة "فوزية".