أخبار عاجلة

أعياد مصرية بروح شعب مصر - نجوم مصر

سأظل دائمًا أعتز بأننى مصرية من أم وأب مصريين، وبأننى أحب بلدى مصر فى كل ظروفها وبكل تراثها وبكل نواقصها وبكل مميزاتها، وسأظل دائمًا أفتخر بأننى لم أفكر يومًا فى العيش خارجها أو بالغياب عنها خارجًا، وحتى مهماتى ككاتبة صحفية، والتى كانت تحتم علىّ السفر خارجًا فلم يزد أى منها على ١٠ أيام، أحس خلالها بغربة شديدة تهز كيانى، وبأننى أريد العودة إلى أرض بلدى التى أفتقدها بسرعة سالمة، وأحمد ربى ما إن أرى أرضها من الطائرة وأعود إلى بيتى وفى قلبى راحة نفسية وطمأنينة بأنى فى بلدى.

وما زلت أحس حتى يومنا هذا بأنه مهما مر بنا من صعاب فإننا البلد الوحيد الذى قدره أنه ذكر فى القرآن الكريم عدة مرات، وأنه فى سورة يوسف جاء عن مصر قوله تعالى: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، أى أن أرض مصر هى الأمان لكل مَن يدخلها، فمهما سافرت إلى أى مكان فى العالم، وأنا قد سافرت إلى دول كثيرة، فإنه ليس هناك بلد فى العالم يشبه مصر، ولا يوجد بلد فى العالم بأسره له تاريخ مصر ولا عراقة شعبها، ولا يوجد بلد فى العالم يحتفل فى أسبوع واحد كما احتفلنا خلال هذا الأسبوع بـ٣ أعياد دفعة واحدة، ما يؤكد تفرد مصر، ففى أسبوع واحد احتفلنا بعيد القيامة، ثم عيد شم النسيم، ثم عيد تحرير سيناء.

وببعض التأمل سنجد أن عيد القيامة الذى تحتفل به مصر، والذى يهنئ المصريون بعضهم البعض على هذا العيد حتى تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعى عن آخرها، يؤكد وحدة النسيج الوطنى، والذى حاول المتطرفون أن يضعفوها ففشلوا فشلًا ذريعًا، لأنها رابطة كالعروة الوثقى جعلت عنصرى الأمة مندمجين فى كل أنحاء الوطن، وفى نفس المناطق السكنية والعمارات والأندية والمدارس، حتى تكاد لا تعرف من هو المسلم ومن هو المسيحى، ومنذ الصغر اعتدنا أن نتزاور وأن نكون أصدقاء وعلى صلة طيبة، وأنا شخصيًا لدىّ صديقة مقربة وما زالت من أعز الصديقات إلى قلبى منذ أيام المدرسة الابتدائية، وكنا نجلس بجانب بعض فى أتوبيس مدرسة ليسيه الحرية، ونتزاور ونقتسم كعك الأعياد وأقصد بها أعياد المسلمين وأعياد المسيحيين.

وأتمنى أن تعلن الدولة أن عيد القيامة هو يوم إجازة رسمية أسوة بعيد الفطر المبارك، ويكون عيد القيامة المجيد يوم الأحد، أما اليوم الذى يليه فيكون عيد شم النسيم.. وهذا العيد أيضًا عيد عريق، حيث بدأ الاحتفال به فى مصر الفرعونية القديمة منذ ٣٠٠٠ سنة، حيث كان المصريون القدماء يخرجون للاحتفال بشم النسيم الذى كان يطلق عليه قديمًا «شمو»، للمتنزهات والحدائق ويأكلون نفس الأطعمة التى نأكلها اليوم، وهى الأسماك المملحة والملانة والبيض وغيرها من الأطعمة، حيث ما زالت عادات المصريين مستمرة حتى الآن، وهى تميزهم عن غيرهم من الشعوب الأخرى.

أما العيد الثالث الذى واكب هذه الأعياد فهو عيد الكرامة والفخر والاعتزاز بأرض الوطن، وهو عيد تحرير سيناء يوم ٢٥ أبريل من كل عام، وهذا العام احتفلنا بالعيد رقم ٤٣ لتحرير سيناء ورفع العلم المصرى عليها بعد استرداد آخر شبر منها، وكان قد تم تحرير سيناء على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى هى النتيجة العملية المباشرة لحرب أكتوبر المجيدة فى سنة ١٩٧٣، والمرحلتان الثانية والثالثة فى إطار معاهدة السلام سنة ١٩٧٩.. أى أنه عيد بطولة خير أجناد الأرض الذين نجحوا فى تحقيق المستحيل باقتحام خط بارليف المنيع الذى كانت إسرائيل بعد نكسة ١٩٦٧ تؤكد أن من المستحيل عبوره، إلا أن شجاعة القرار الذى أخذه الرئيس الراحل محمد أنور السادات ثم الاستعداد للحرب ووضع خطة للعبور، فاجأت العدو الإسرائيلى، وبسالة جنود وقادة مصر فى معركة الكرامة قد مكنتهم من عبور قناة السويس إلى الضفة الشرقية وتحطيم خط بارليف المنيع، ثم بعد وقف إطلاق النار بدأت معركة المفاوضات، والتى تم من خلالها استرداد آخر شبر من سيناء منذ ٤٣ سنة.

والآن وبعد معركة أيضًا طاحنة فى مواجهة الإرهاب الأسود تم تطهير سيناء، وبدأت معركة جديدة باستراتيجية مدروسة لتعمير وتنمية سيناء، حيث وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعمير سيناء التى تتصدر أولويات استراتيجية التنمية فى مصر، تلك القطعة الغالية من أرض مصر التى سطر المصريون تاريخًا ناصعًا فى الحفاظ عليها، ومنذ الحرب الشرسة فى قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلى وأهل فلسطين، فإن الرئيس السيسى قد أعلن بوضوح للعالم عن أن أرض مصر خط أحمر ولا مساس بشبر منها، وذلك كان وما زال موقف مصر رغم الدعم الأمريكى الكامل للمخططات الإسرائيلية فى القضاء على القضية الفلسطينية، وردًا على مخططات نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن.

إن أرض سيناء هى جزء عزيز على كل المصريين الذين وقفوا يدًا بيد مع موقف القيادة السياسية، ولا تزال جهود الرئيس السيسى مستمرة لإعمار قطاع غزة واستعادة أرض فلسطين المحتلة والدعوة لتوصيل الأغذية والاحتياجات الأساسية للفلسطينيين الذى يواجهون ظروفًا معيشية قاسية. 

وبينما تتحرك مصر على المستوى الدولى فى اتجاه بذل جهودها الحثيثة لاسترداد حقوق الشعب الفلسطينى وتنبيه العالم إلى مجازر إسرائيل وضرورة وقف إطلاق النار، فإنها تستكمل خطط التنمية المستدامة ومشروعاتها القومية وتحقيق الاستقرار والازدهار والتقدم والسلام لمصر الغالية، رغم كل ما يحيط بها من أخطار ومؤامرات تستلزم اصطفافًا وطنيًا مع القيادة السياسية، والوعى بأهمية غرس قيم الولاء والانتماء لدى الشباب دفاعًا وحمايةً لاستقرار وطننا الغالى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نقابة البيطريين بالغربية تصدر بيان بشأن واقعة "الكلب الهاسكي" - نجوم مصر
التالى قدها من يومي.. محمد رمضان يطرح أغنية جديدة بالتعاون مع محمود الليثي - نجوم مصر