تنطلق، غدًا، الأدوار النهائية لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة في مدينة جدة السعودية، حيث تتجه الأنظار صوب صراع ثلاثي سعودي قوي يتمثل في الهلال والنصر والأهلي، في منافسة حامية مع أقطاب آسيا الكبار من الشرق والغرب.
المراحل النهائية للبطولة، التي تنطلق 25 أبريل وتستمر حتى 3 مايو تُعد أول نسخة من نظام النخبة الجديد الذي أقره الاتحاد الآسيوي بداية من 2024، في محاولة لإضفاء مزيد من التنافسية والاحترافية على المسابقات القارية.
ثلاثي سعودي برغبة واحدة
الهلال، النادي الأكثر تتويجًا بلقب دوري الأبطال بواقع أربع بطولات، يدخل البطولة بنظرة مختلفة: استعادة العرش الآسيوي بعد خسارته في الموسم الأخير أمام العين الإماراتي، فالزعيم لا يرى إلا منصة التتويج، ويملك العناصر والخبرة التي تؤهله لذلك بقيادة المدرب البرتغالي خورخي جيسوس ونجوم عالميين أبرزهم ميتروفيتش، مالكوم وسافيتش.
أما النصر، الذي لم يعرف طعم التتويج القاري رغم مشاركاته المتعددة، فيسعى أخيرًا لكسر "العقدة" الآسيوية. الفريق المدجج بالنجوم وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، سيدخل المواجهات بشعار "الآن أو لا"، في محاولة لإنهاء سنوات الصمت القاري.
بينما يُعد الأهلي الوافد الجديد إلى البطولة القارية بعد صعوده الأخير للدوري السعودي ويعتمد على الحضور الجماهيري الكبير في جدة والدعم المعنوي كعامل إضافي في مواجهة خصوم أكثر خبرة، ويحلم بمفاجأة كبرى تقوده نحو اللقب الأول في تاريخه.
الطريق إلى جدة.. مشوار الأندية حتى ربع النهائي
وقدم الأهلي السعودي نفسه كرقم صعب في البطولة، تحت قيادة المدرب الألماني ماتياس يايسله، إذ يُعد الفريق الوحيد من بين المتأهلين إلى ربع النهائي الذي لم يتعرض لأي خسارة منذ بداية المشوار القاري. وفي دور الـ16، واجه الراقي اختبارًا قويًا أمام الريان القطري، لكنه أثبت جاهزيته بتفوقه ذهابًا في الدوحة بنتيجة 3-1، قبل أن يؤكد جدارته في جدة بفوز ثانٍ بنتيجة 2-0، ليحسم التأهل إلى ربع النهائي للمرة السادسة في تاريخه، ويواصل مسيرته بثبات وهدوء نحو حلم اللقب الأول.
أما النصر، فكان على موعد مع تحدٍ صعب أمام استقلال طهران الإيراني. ونجح العالمي في العودة من العاصمة الإيرانية بنتيجة التعادل السلبي، قبل أن يقدّم عرضًا هجوميًا مميزًا على أرضه في الرياض، حيث انتصر بثلاثية نظيفة حاسمة، ليضمن عبوره إلى دور الثمانية للمرة الخامسة، ويؤكد أنه قادم للبطولة بطموحات كبرى وكتيبة نجوم يقودها كريستيانو رونالدو.
في المقابل، اصطدم الهلال ببداية متعثرة أمام باختاكور الأوزبكي في لقاء الذهاب، حيث خسر بهدف دون رد، لكن الفريق الأزرق عرف كيف يعود بقوة في الرياض، فدكّ شباك خصمه برباعية نظيفة، ليواصل مشواره في البطولة بثقة وثبات نحو اللقب الخامس.
قرعة قوية.. الشرق يصطدم بالغرب
وأسفرت قرعة الدور ربع النهائي عن مواجهات من العيار الثقيل الهلال سيصطدم بـ جوانغجو الكوري الجنوبي في 25 أبريل، في قمة كروية ستضع الزعيم أمام اختبار جديد مع الكرة الكورية التي سبق أن أوجعته في نسخ ماضية. في المقابل، يخوض النصر معركة لا تقل أهمية أمام يوكوهاما إف مارينوس الياباني، وصيف النسخة الماضية، في 26 أبريل.
نفس اليوم، يشهد مواجهة الأهلي مع بوريرام يونايتد التايلاندي، وهي مباراة تبدو متوازنة على الورق، لكنها قد تحمل مفاجآت، لا سيما مع الحضور الجماهيري المتوقع في ملعب الإنماء، أما ممثل الخليج الآخر، السد القطري، فسيلاقي كاواساكي فرونتالي الياباني يوم 27 أبريل.
إزالة الحواجز.. وتاريخ جديد يُكتب
للمرة الأولى منذ 2013، ألغى الاتحاد الآسيوي التقسيم الإقليمي بين الشرق والغرب في ربع النهائي ما يعني أن الأندية السعودية قد تواجه بعضها البعض أو خصومًا من الشرق في أي مرحلة. وبحسب نظام المسارات، فإن الفائز من الهلال وجوانغجو سيواجه الفائز من الأهلي وبوريرام، ما قد يقود إلى كلاسيكو سعودي خالص في نصف النهائي.
في المسار الثاني، ينتظر الفائز من لقاء النصر ويوكوهاما، المنتصر من السد وكاواساكي، في نصف نهائي آخر يُلعب يوم 30 أبريل، أي قبل ثلاثة أيام فقط من النهائي المرتقب.
تاريخ البطولة.. الهلال يتزعم
يُعد الهلال النادي الأكثر تتويجًا بلقب دوري أبطال آسيا، بـ 4 بطولات (1991، 2000، 2019، 2021). في المقابل، لم يعرف النصر ولا الأهلي طعم التتويج، فيما تُوج السد القطري باللقب مرتين. أما آخر المتوجين، فكان العين الإماراتي الذي فاز بنسخة 2023–2024 بعد انتصار تاريخي على يوكوهاما الياباني في النهائي (6-3 بمجموع المباراتين).
هل يفعلها الثلاثي السعودي؟
طموح استعادة المجد القاري حاضر لدى الهلال، بينما يعيش النصر تحديًا شخصيًا لكسر "نحسه الآسيوي"، ويحلم الأهلي بأن يصنع مفاجأة كبرى تُكتب في تاريخ البطولة وإذا ما قُدّر لأحد الأندية السعودية رفع الكأس في جدة، فسيكون ذلك تتويجًا لصعود الكرة السعودية كقوة آسيوية، وفتحًا لحقبة جديدة بعد مشروع استقطاب النجوم.