وسَّع جيش الاحتلال الإسرائيلى، نطاق سيطرته فى شمال قطاع غزة ومحيط مدينة غزة، فى إطار تقدمه على الأرض؛ تمهيدًا لمناورة مستقبلية فى قلب المدينة، تتضمن تقسيمها إلى نصفين، وفق مصادر عسكرية إسرائيلية.
وذكر موقع «والا» الاستخباراتى الإسرائيلى أن «الجيش يعد العدة لعملية توغل كبرى فى قطاع غزة، بالتزامن مع إنشاء مراكز لتوزيع المواد الغذائية على سكان غزة بصورة مباشرة من قِبل شركات مدنية أمريكية، وتحييد قبضة (حماس) والإضرار بحكمها»، مضيفًا: «هذا الاجتياح الواسع سيتطلب تعبئة أعداد كبيرة من قوات الاحتياط، وجلب القوات النظامية من جبهات أخرى مثل لبنان وسوريا والضفة الغربية».
وأشار الموقع العبرى إلى ما تشهده الفترة الحالية من عمليات تفجير وتدمير مبانٍ فى مختلف أنحاء قطاع غزة، مع التركيز على الحدود الشمالية، ومحورى «موراج» و«نتساريم»، ومدينة رفح، مضيفًا: «الجيش يقترب من السيطرة على نحو ٤٠٪ من الأراضى الفلسطينية فى قطاع غزة».
وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن إسرائيل تعتمد فى استراتيجيتها الحالية لحرب غزة على «الضغط الثلاثى» الذى يتضمن العمليات العسكرية، ووقف المساعدات الإنسانية، وتحفيز الاحتجاجات داخل القطاع، مضيفة: «هذه الخطة تحمل فى طياتها مخاطر جمّة، إذ تدفع (حماس) إلى الزاوية بشكل غير مسبوق، ما يزيد بشكل مباشر من خطر تهديد المحتجزين فى قطاع غزة، فضلًا عن احتمالية عدم إمكانية تطبيقها من الأساس».
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر إسرائيلية أمنية الإشارة إلى أن كل عملية عسكرية تُنفذ بتنسيق مباشر مع «وحدة الأسرى والمفقودين» التابعة للجيش، موضحة أن «ممثلين عن هذه الوحدة يرافقون القوات على الأرض. لكن العمل فى ظل هذه الظروف التى يواجهها قطاع غزة لا يجعل المعلومات دقيقة».
وأضافت الصحيفة أن حركة «حماس» تدرك هذه النقطة جيدًا، وتستغلها فى حربها النفسية، وهو ما يتجلى فى البيانات التى أصدرتها الحركة خلال الأيام الأخيرة، وتثير فيها الشكوك بشأن مصير الجندى الإسرائيلى الأمريكى، عيدان ألكسندر، دون أن يُستبعد أن يكون ذلك «جزءًا من حملة مدروسة للتضليل».
وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أمس الأول، تأكيد موقفه بشأن حرب غزة، قائلًا: «لن ننهى الحرب قبل أن ندمر (حماس)، ونعيد كل رهائننا، ونضمن أن غزة لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل».
وطبقًا لمعلومات إسرائيلية، يوجد حاليًا ٢٤ رهينة على قيد الحياة و٣٥ جثة لمختطفين، فى قطاع غزة، علمًا بأن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس» بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن متوقفة حاليًا.