كشفت الدكتورة كارمن بيتزاري، أستاذة الجغرافيا الاقتصادية بالجامعة الأوروبية في روما، أن الوصول إلى “الأثر الصفري لانبعاثات الكربون” في قطاع الطيران لا يزال هدفًا بعيد المنال، رغم الاتجاهات الإيجابية والتحسن التدريجي في الأداء البيئي لشركات الطيران العالمية.
ولفتت إلى أن هناك اتجاهًا إيجابيًا نحو تقليل الانبعاثات، الكربونية بعد تطبيق خطط واستراتيجيات تقنية وبيئية بدأت تؤتي ثمارها، مثل اعتماد الوقود المستدام للطائرات، وتحديث أساطيل الطيران، وتبني معايير أكثر صرامة في كفاءة استهلاك الطاقة.
الوصول إلى “صفر انبعاثات كربونية” لا يزال يتطلب سنوات
وأضافت كارمن، أن خبراء وصناع الطيران أشاروا إلى أن الوصول إلى “صفر انبعاثات كربونية” لا يزال يتطلب سنوات من الجهد والاستثمار، وأنه بالرغم من التأثير الإيجابي المبدئي، فإن التحول الكامل يحتاج إلى تعاون دولي واسع النطاق، ودعم حكومي وتشريعي، بالإضافة إلى التزام تام من قبل الشركات بتطبيق حلول مبتكرة
جاء ذلك في تصريحات خاصة علي هامش جلسة حوارية عُقدت ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للسياحة والثقافة والتراث المنعقد في مدينة الأقصر،تم تضمنت الحديث حول تأثير الاستراتيجيات التي اعتمدتها شركات الطيران، تحالف “CAO”، في تقليل البصمة الكربونية للقطاع.
ولفتت خبيرة السياحة والاقتصاد المستدام، علي هامش مشاركتها في إحدى جلسات المؤتمر الدولي للسياحة والثقافة والتراث المنعقد بمدينة الأقصر، إلى أن مفهوم “الأثر الصفري للانبعاثات الكربونية” لا يزال نظريًا حتى الآن ولم يتحقق بعد، إلا أن هناك تحسنًا ملحوظًا في المسارات البيئية البديلة، خاصة في قطاع الطيران.
وأوضحت أن العالم يشهد جهودًا متزايدة لاعتماد أنظمة وقود بديلة عن البترول لتشغيل الطائرات، مشيرة إلى أن تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري يُعد خطوة جوهرية نحو خفض الانبعاثات.
وأضافت:“كلما تخلينا عن استخدام الوقود التقليدي، كلما اقتربنا من تقليل الأثر البيئي لرحلات السفر”، موضحة أن التكيف مع الواقع المناخي أصبح ضرورة، وليس خيارًا.
وقدمت الخبيرة مثالًا توعويًا بالقول: “إذا كنت سأسافر إلى مصر، فلا يعقل أن أقضي يومين فقط، لأني قد أكون قد سببت انبعاث كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في رحلة الطيران. لذا فإن الإقامة لفترة أطول تساهم في التخفيف من الأثر البيئي، كما تدعم الاقتصاد المحلي بإنفاقي لفترة أطول”.
وأشارت إلى أن السياحة المستدامة تحتاج إلى تغيير في عقلية السائح، بحيث يصبح واعيًا لتأثير قراراته واستهلاكه، بالتوازي مع تطوير السياسات البيئية في القطاع أن تحقيق الحياد الكربوني في قطاع الطيران قد يكون ممكنًا بحلول عام 2050 إذا استمرت وتيرة الابتكار والتكامل بين الاستراتيجيات البيئية والتكنولوجية.