الخميس 17/أبريل/2025 - 03:12 ص
في الوقت الذي أصبحت فيه الزيوت النباتية المستخلصة من البذور جزءًا لا يتجزأ من موائد الطعام حول العالم، ظهرت تحذيرات مثيرة للقلق بشأن تأثيرها المحتمل على الصحة العامة، فقد وجّه أحد خبراء الصحة تحذيرًا صريحًا، واصفًا هذه الزيوت بأنها أشبه بـ"سم بطيء" يتم استهلاكه بشكل يومي دون وعي، محذرًا من أن الاستمرار في استخدامها قد يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الالتهابية داخل الجسم، ما ينعكس سلبًا على العديد من الوظائف الحيوية، وذلك وفقا لنيويورك بوست.
ما هي مخاطر زيوت البذور
تعد زيوت البذور مثل زيت الكانولا، والذرة، وفول الصويا، ودوار الشمس، والقرطم، من أكثر الزيوت شيوعًا في الاستخدامات المنزلية والتجارية، نظرًا لتوفرها الواسع وتكلفتها المنخفضة.
وبدأت هذه الزيوت بالانتشار منذ أوائل القرن العشرين، عندما تم تسويقها كبدائل أرخص للدهون الحيوانية مثل الزبدة والسمن، ما جعلها مكونًا رئيسيًا في النظام الغذائي الغربي، حيث يُقدّر أن الفرد الأمريكي يستهلك منها ما يعادل ثلاثة أكواب أسبوعيًا.
وهذا الاستخدام الواسع بات محل انتقاد متزايد، خاصة في الأوساط الصحية التي باتت تربط بين الإفراط في استهلاك الزيوت المصنعة وبين ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة مثل السمنة، وأمراض القلب، ومشاكل الكبد، ويشير بعض الباحثين إلى أن عملية تصنيع هذه الزيوت، التي تتضمن التكرير، والحرارة العالية، والمعالجات الكيميائية، قد ؤدي إلى إنتاج مركبات مؤكسدة ومهدرجة تُعتبر ضارة بالصحة، وتسهم في زيادة مستويات الالتهاب في الجسم.
ومع ذلك، فإن الجدل لا يزال قائمًا، فعدد من خبراء التغذية يؤكدون أن زيوت البذور، في حال استخدامها باعتدال ودون تعرضها للحرارة العالية لفترات طويلة، يمكن أن تكون جزءًا من نظام غذائي متوازن، فهي تحتوي على نسب من الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة، بالإضافة إلى أحماض دهنية مثل أوميغا 3 وأوميغا 6، التي تلعب دورًا مهمًا في دعم صحة القلب والدماغ.
وفي هذا السياق، تتباين الآراء بين من يطالب بتقنين استخدام هذه الزيوت أو استبدالها بزيوت طبيعية أقل معالجة مثل زيت الزيتون وجوز الهند، ومن يرى أن المشكلة تكمن في نمط الاستهلاك العام وكثرة الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمقلية، لا في الزيوت وحدها.
وفي ظل غياب إجماع علمي قاطع، يبقى الخيار الأمثل هو الاعتدال في استخدام زيوت البذور، وتفضيل الأنواع الأقل معالجة، مع الحفاظ على نمط غذائي متوازن يعتمد على مصادر متنوعة من الدهون الصحية، لتقليل أي مخاطر محتملة على المدى البعيد.