أكّد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني الهندي عز الدين، أن ميليشيا الدعم السريع، وبعد سلسلة من الخسائر العسكرية الفادحة التي مُنيت بها خلال الأشهر الماضية، لجأت إلى استخدام الطائرات المسيّرة الاستراتيجية والانتحارية، في محاولة لتعويض تراجع قدراتها الميدانية أمام تقدّم القوات المسلحة السودانية.
وأوضح "عز الدين" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الدعم السريع تلقى دعمًا إقليميًا، ما مكنه من تطوير ترسانته من الطائرات المسيّرة، والتي أصبحت السلاح الأساسي للمليشيا في المرحلة الحالية، خصوصًا بعد انسحابها المدحور من ولايات سنار، النيل الأزرق، الجزيرة، وأخيرًا العاصمة الخرطوم التي شكّلت الضربة الأكثر إيلامًا في مسار الحرب.
المعركة باتت متمركزة في غرب السودان
وأشار إلى أن المعركة باتت الآن متمركزة في غرب السودان، وتحديدًا في ولايات كردفان ودارفور، حيث يحاول الدعم السريع استعادة زمام المبادرة، عبر تكثيف الهجمات بالطائرات المسيّرة، التي تنطلق، وفق قوله، من مطار نيالا جنوب دارفور، بالإضافة إلى قواعد انطلاق من دولة مجاورة غرب السودان.
وقال "عز الدين"، إن ميليشيا الدعم السريع فقدت الميزة الأساسية التي كانت تتفوق بها على القوات المسلحة السودانية في بداية الحرب، وهي التفوق العددي في المشاة، إذ خاضت المعركة منذ انطلاقتها قبل عامين بأكثر من 120 ألف مقاتل، ارتفع عددهم لاحقًا إلى نحو 200 ألف بعد عمليات استنفار قبلي واسعة، إلا أن سلاح الجو السوداني نجح في تحييد النسبة الأكبر من تلك القوة، ولم يتبقَ منها سوى بضعة آلاف من المقاتلين يتمركزون حاليًا حول مدينة الفاشر، مركز إقليم دارفور.
وأكد أن هؤلاء المقاتلين يخوضون محاولة يائسة لإسقاط المدينة التي لا تزال صامدة تحت سيطرة الجيش السوداني، مدعومة بألوية من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، والتي أعلنت دعمها الكامل للقوات المسلحة في التصدي لميليشيا الدعم السريع.
ورغم التصعيد باستخدام المسيرات، عبّر "عز الدين" عن تفاؤله بإمكانية تحييد هذا السلاح قريبًا، كاشفًا عن أن القوات المسلحة السودانية قد تسلمت مؤخرًا منظومة دفاع جوي متطورة يُتوقع أن تُسهم في إسقاط الطائرات المعادية وحماية المواقع العسكرية والمدنية من القصف الجوي.
وختم :عز الدين" تصريحاته بالتأكيد على أن كل المؤشرات العسكرية والسياسية على الأرض تؤكد أن السودان لن ينقسم، وأن الشعب السوداني، بكل مكوناته، متمسك بوحدة البلاد وسيادتها، مضيفًا أنه حتى المتمردين يعلنون ذلك نظريًا، وإنْ كانوا يسعون ميدانيًا إلى استخدام الورقة الجغرافية للضغط على الجيش ودفعه إلى مفاوضات تفرض واقعًا جديدًا.