أكد الكاتب والمحلل السياسي السوداني الهندي عز الدين أن الحديث عن تقسيم السودان، بعد مرور عامين على اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع، لا يستند إلى أي مؤشرات واقعية على الأرض.
واعتبر عز الدين، في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن ما يُتداول في بعض الأوساط الإقليمية والدولية بشأن احتمالات الانفصال أو تفكك الدولة، هو جزء من محاولات إعلامية للتأثير على وحدة الموقف الوطني وزعزعة ثقة الشعب في قدرات جيشه ومؤسساته.
القوات المسلحة تظهر ثباتا استراتيجيا مميزا
وأوضح عز الدين، أن القوات المسلحة السودانية أظهرت ثباتًا استراتيجيًا مميزًا في سعيها لاسترداد كل شبر من أراضي البلاد التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني تمكن خلال العامين الماضيين من تحقيق انتصارات نوعية ومفصلية في مناطق حيوية، أبرزها استرداد العاصمة الخرطوم وأم درمان وبحري، بالإضافة إلى ولاية الجزيرة وسنجة، ما يدل على أن خيار الحسم العسكري لاستعادة الدولة لا يزال قائمًا وبقوة.
وفيما يتعلق بإقليم دارفور، أشار عز الدين إلى أن الجيش السوداني ماضٍ في خطته العسكرية لاستعادة السيطرة الكاملة على الإقليم، ولا سيما المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
وأضاف: "الجيش لم ولن يتراجع عن واجبه الوطني في تحرير دارفور من سيطرة المليشيات، تمامًا كما فعل في بقية الولايات. دارفور ليست خارج حسابات الدولة، ولن تكون ورقة تفاوض أو مقايضة".
كما شدد على أن الوحدة الوطنية لا تزال خطًا أحمر لدى جميع السودانيين، مؤكداً أن الرأي العام الداخلي بمختلف مكوناته يقف بحزم خلف خيار الدولة الواحدة الموحدة.
وقال: "حتى الدعم السريع نفسه، وعلى لسان قياداته، أعلن أكثر من مرة أنه لا يسعى إلى تقسيم السودان، بل يناور ببعض المناطق في دارفور كتكتيك تفاوضي للضغط على الجيش والذهاب إلى طاولة المفاوضات من موقع قوة، لا من أجل الانفصال".
وتابع عز الدين قائلاً: "الجيش يدرك هذا جيدًا، ولذلك لا يلتفت كثيرًا لمثل هذه المناورات، بل يواصل عملياته العسكرية وفق خطة واضحة هدفها الأول والأخير استعادة مؤسسات الدولة، وتأمين حياة المواطنين، وإغلاق الباب أمام أي مشروع خارجي يسعى إلى تفكيك البلاد تحت عناوين كاذبة".
واختتم تصريحه، أن المعركة في السودان ليست مجرد صراع بين قوتين، بل هي معركة من أجل بقاء الدولة ووحدتها، مؤكدًا أن الشعب السوداني يقف اليوم خلف قواته المسلحة بكل وعي وإصرار، ولن يسمح بتمزيق وطنه أو التفريط في سيادته، مهما كلف الأمر من تضحيات.
