
قال الدكتور محمد فرويز، استشاري ومدرس الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، في البداية، أود أن أتوجّه بالشكر والتقدير إلى جريدة الدستور على حملة «بيدو» لمناهضة التحرش بالأطفال، فهذه المبادرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية وعلى توعية الأطفال بحقوقهم وكيفية وضع حدود واضحة لأي تصرف غير مقبول تجاههم، هو خط الدفاع الأول في حمايتهم.
وتابع: كما أن رفع وعي الأسر بدورهم في الدعم المعنوي والنفسي لأبنائهم، سواء من خلال الوقاية أو عند وقوع أي انتهاك، يمثل خطوة جوهرية في مواجهة هذه الظاهرة، كما أن الدعم الأسري السليم يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا، ليس فقط في تقليل احتمالية حدوث التحرش من الأساس، ولكن أيضًا في تجاوز آثاره في حال وقوعه، لضمان نشأة صحية وسليمة نفسيًا لأطفالنا.
وأضاف: التكامل بين التوعية والاحتواء هو ما نحتاجه لنُؤسس لبيئة آمنة تحمي الطفل وتُعزز ثقته بنفسه ومَن حوله."

وأطلقت جريدة الدستور حملة توعوية جديدة تحت عنوان "بيدو"، تهدف إلى مناهضة التحرش بالأطفال وزيادة الوعي المجتمعي بخطورة هذه الظاهرة، عبر تقديم محتوى إعلامي وتثقيفي موجه للآباء والأمهات والمعلمين.
وجاء اختيار اسم “بيدو” مشتقًا من مصطلح "البيدوفيليا"، الذي يُستخدم لوصف اضطراب نفسي يتمثل في ميول جنسية غير طبيعية تجاه الأطفال، وغالبًا ما يصاحب هذه الميول سلوكيات مؤذية واستغلال جنسي.
تفاصيل حملة "بيدو"
تتضمن الحملة سلسلة من الفيديوهات التوعوية، يتم بثها عبر الصفحة الرسمية للجريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشارك في إعدادها أطباء نفسيون وخبراء في تعديل السلوك، لضمان تقديم محتوى علمي دقيق وهادف.
وتتناول الفيديوهات عددًا من الموضوعات المهمة، أبرزها:
- أشكال التحرش الجنسي بالأطفال
- الأعراض النفسية والسلوكية حسب الفئة العمرية
- طرق الوقاية والتوعية داخل الأسرة
- الخطوات القانونية والنفسية التي يجب اتباعها عند اكتشاف واقعة تحرش
كما تسعى الحملة إلى دمج الإعلام والفن في معالجة القضايا المجتمعية، من خلال الإشادة بالأعمال الدرامية التي تناولت القضية، مثل مسلسل "لام شمسية" الذي عُرض في موسم رمضان الماضي، من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وساهم في نشر ثقافة الحماية والوقاية من التحرش بشكل واسع.
رؤية حملة بيدو
أكدت إدارة الحملة أن هدفها الأساسي هو نشر الوعي، وتوفير الحماية النفسية والاجتماعية للأطفال، مع تعزيز دور الأسرة في الوقاية والكشف المبكر عن أي علامات تدل على وجود خطر يهدد الطفل.
وتأمل "الدستور" من خلال حملة "بيدو" أن تكون خطوة فعالة نحو بناء مجتمع آمن للأطفال، وخلق بيئة تدعم السلام والأمان النفسي لكل طفل، بعيدًا عن التهديدات والانتهاكات