الإثنين 14/أبريل/2025 - 08:43 ص
يوافق اليوم 14 أبريل ذكرى ميلاد الفنان الكبير حسن يوسف، أحد أبرز رموز الفن المصري والعربي في النصف الثاني من القرن العشرين، والذي استطاع أن يُشكل عبر مسيرته الفنية الطويلة نموذجًا متفرّدًا، يجمع بين شهرة النجم وهدوء الحكيم، وبين ضوء الكاميرا ونور الروح.
ذكرى ميلاد حسن يوسف
في الستينيات والسبعينيات، لمع اسم حسن يوسف كواحد من أكثر النجوم شعبية وجاذبية، إذ جسّد عبر عشرات الأعمال السينمائية شخصية الولد الشقي الذي أسر قلوب الجمهور بوسامته وخفة ظله، فشارك نجمات الصف الأول مثل شادية، ماجدة، ونجلاء فتحي في أفلام أصبحت من كلاسيكيات السينما المصرية، كان يتمتع بكاريزما فطرية جعلته فتى أحلام جيله، ونجم شباك لا يُنافس.
لكن هذا المجد الفني لم يكن نهاية الطريق، في أواخر السبعينيات، بدأ حسن يوسف رحلة تحوّل داخلي انعكست على اختياراته الفنية والإنسانية، لا سيما بعد زواجه من الفنانة شمس البارودي، التي كانت بدورها واحدة من نجمات الصف الأول في ذلك الوقت، جاءت نقطة التحول الكبرى بعد أداء الزوجين مناسك العمرة، حيث أعلنت شمس البارودي اعتزالها التمثيل، لتبدأ مرحلة جديدة من الالتزام الديني والابتعاد عن الأضواء.
حسن يوسف
تأثر حسن يوسف بشدة بتلك التجربة الروحية، وبدأ تدريجيًا في مراجعة مشواره الفني، مُقدمًا نوعية جديدة من الأعمال التي تتسم بالبعد الديني والرسالي، حتى جاءت المحطة الأبرز في مسيرته بمسلسل إمام الدعاة، الذي جسّد فيه شخصية الإمام محمد متولي الشعراوي، وقدّم خلاله أداءً استثنائيًا حظي بإجماع نقدي وجماهيري، وأصبح علامة في الدراما الدينية العربية، ليس فقط لتميّز التمثيل، بل لصدق النية التي أحاطت بالعمل.
ورغم ابتعاده عن التمثيل خلال السنوات الأخيرة، ظل حسن يوسف حاضرًا في وجدان الجمهور من خلال لقاءاته الإعلامية النادرة، التي يتحدث فيها عن ذكرياته، وزملائه في الوسط الفني، وقيم الفن النظيف، وتجاربه الإنسانية العميقة، وعلى رأسها فقدان ابنه الشاب عبد الله، وهو الحدث الذي ترك أثرًا بالغًا في نفسه، ظهر جليًا في ملامحه وكلماته.
حسن يوسف لم يكن مجرد نجم، بل حالة خاصة في المشهد الفني والإنساني، اختار أن يكون صادقًا مع نفسه في كل مرحلة من حياته، فترك خلفه إرثًا فنيًا زاخرًا، ورسالة حياتية ملهمة، تؤكد أن الإنسان قادر على أن يتجدّد دون أن يتنكر لما كان عليه.