أخبار عاجلة

نصف قرن على 13 أبريل: لبنان يُحيي ذكرى الحرب الأهلية - نجوم مصر

نصف قرن على 13 أبريل: لبنان يُحيي ذكرى الحرب الأهلية - نجوم مصر
نصف
      قرن
      على
      13
      أبريل:
      لبنان
      يُحيي
      ذكرى
      الحرب
      الأهلية - نجوم مصر

في 13 إبريل عام 1975، اندلعت شرارة الحرب الأهلية اللبنانية، واحدة من أكثر النزاعات دموية وتعقيدًا في تاريخ لبنان الحديث. وتُحيي بيروت هذه الذكرى العالم الحالي، في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة، تُعيد إلى الأذهان أجواء التوتر والانقسام التي سبقت الحرب.

البداية: حادثة عين الرمانة

في صباح 13 إبريل أو ما يعرف بحرب 13 نيسان، وخلال قداس في كنيسة مار يوحنا في منطقة عين الرمانة شرقي بيروت، تعرض النائب بيار الجميّل، مؤسس حزب الكتائب اللبنانية، لمحاولة اغتيال فاشلة، قُتل خلالها أربعة من مرافقيه. وفي نفس اليوم، وقع هجوم مسلّح على حافلة تقلّ عناصر فلسطينيين تابعين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، ما أدى إلى مقتل 27 شخصًا.

الحادثتان المتتاليتان أشعلتا فتيل الحرب، التي سرعان ما تحوّلت إلى نزاع مفتوح بين ميليشيات طائفية، وانخرطت فيها قوى إقليمية ودولية، بالإضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

15 عامًا من الحرب والانقسام

استمرت الحرب الأهلية اللبنانية من عام 1975 حتى توقيع اتفاق الطائف عام 1989. وخلال هذه السنوات، شهد لبنان عمليات قتل على الهوية، وتهجيرًا قسريًا، وانهيارًا شبه كامل لمؤسسات الدولة، إلى جانب الاجتياح الإسرائيلي للعاصمة بيروت عام 1982.

بلغ عدد ضحايا الحرب أكثر من 150 ألف قتيل، فضلًا عن مئات آلاف الجرحى والمفقودين والمهجّرين. ورغم انتهاء الحرب رسميًا، لا يزال اللبنانيون يواجهون آثارها السياسية والاجتماعية حتى اليوم.

اتفاق الطائف... نهاية الحرب وبداية مرحلة جديدة

شكّل اتفاق الطائف، الذي وُقّع في أكتوبر 1989 في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، النقطة المفصلية التي وضعت حدًا للحرب الأهلية اللبنانية. جاء الاتفاق برعاية اللجنة الثلاثية العربية (السعودية، الجزائر، المغرب) وبدعم دولي، وجمع بين نواب البرلمان اللبناني الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة أو قادرين على المشاركة، بعد سنوات من الحرب والفراغ الدستوري.

الاتفاق أعاد توزيع الصلاحيات بين الطوائف، لا سيما من خلال تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي الماروني لصالح مجلس الوزراء مجتمِعًا، برئاسة رئيس الحكومة السنّي، في محاولة لتحقيق توازن سياسي يعكس التغيّرات الديموغرافية والسياسية التي طرأت خلال سنوات الحرب.

كما نصّ الاتفاق على حلّ الميليشيات، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وإعادة بناء الجيش والمؤسسات الرسمية. ومع أنه وضع الأسس لوقف القتال، إلا أن تطبيق بنوده تم تدريجيًا، وتعثّر في بعض المحطات، خصوصًا فيما يتعلق بإلغاء الطائفية السياسية.

وقد تُوِّج الاتفاق بانتخاب رينيه معوّض رئيسًا للجمهورية، الذي اغتيل بعد 17 يومًا فقط من انتخابه، ثم تولّى إلياس الهراوي المنصب، وبدأت مرحلة جديدة من إعادة الإعمار بقيادة رئيس الحكومة آنذاك رفيق الحريري.

ذكرى مؤلمة ورسائل تحذير

في كل عام، تُطلق دعوات لبنانية إلى التعلّم من دروس الماضي، وتُحذر من تكرار الانقسامات التي أدت إلى الحرب. ويؤكد مسؤولون وناشطون أن الاحتكام إلى الدولة ومؤسساتها هو السبيل الوحيد لمنع تكرار الكارثة.

وقد شدّد سياسيون في بيانات متزامنة مع الذكرى الخمسين على ضرورة "إغلاق صفحة الحرب بشكل نهائي، وإطلاق مصالحة وطنية حقيقية، ترتكز على العدالة والذاكرة المشتركة".

الحرب انتهت.. لكن شبحها باقٍ

بعد مرور نصف قرن على اندلاعها، لا تزال الحرب الأهلية اللبنانية حاضرة في وجدان اللبنانيين، وفي يومياتهم السياسية والاجتماعية. وبينما تسعى الأجيال الجديدة إلى بناء مستقبل مختلف، تذكّرهم كل 13 نيسان بمدى هشاشة السلم الأهلي في وطن لم تُطوَ جراحه بعد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ترامب: لو كنت رئيسا لما اندلعت حرب أوكرانيا - نجوم مصر
التالى الأهلى يدرس التصعيد الدولى ضد تعديلات قانون الرياضة - نجوم مصر