لم يكن يتوقع أحد من الحضور أن تنقلب ليلة الزفاف التي بدأها الجميع بالزغاريد والفرحة، إلى مأساة دامية تُخيم على بلدة بأكملها، وتُحيل عرسًا إلى عزاء، وفرحة إلى حزن لن يُنسى.
ففي حفل زفاف الشاب محمد أبو عتمان، أحد أبناء مركز المنشأة بمحافظة سوهاج، وقعت حادثة مروعة مساء الأحد، بعدما خرجت رصاصة عن طريق الخطأ خلال ما يعرف شعبيًا بـ"تحية العريس"، لتُسفر عن وفاة شاب في مقتبل العمر، وإصابة آخر بإصابة خطيرة نُقل على إثرها إلى المستشفى وسط صدمة الحضور وذوي العريس.
رصاصة طائشة تنهي حياة
وبحسب روايات شهود العيان، فإن مطلق النار لم يكن ينوي إيذاء أحد، بل كان يشارك في ما يعتبره كثيرون من "طقوس الاحتفال"، حيث تُطلق الأعيرة النارية في الهواء كنوع من التعبير عن البهجة، لكن الرصاصة انطلقت من السلاح بطريقة غير محسوبة، لتخترق صدر الشاب وتقضي عليه في الحال.
مطالب بتجريم "تحايا السلاح"
الحادث لم يمر مرور الكرام، فقد أثار غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تسابق المستخدمون على إدانة هذه الظاهرة التي باتت تحصد الأرواح في لحظات من التهور واللامسؤولية.
وكتب البعض: "ما الجدوى من إطلاق الرصاص في الأفراح؟ هل أصبح الفرح الحقيقي يقاس بعدد الطلقات؟ ومتى نفهم أن رصاصة واحدة قد تنهي حياة شاب وتكسر قلوب عشرات؟!"
دعوات لقانون حاسم
المعلقون طالبوا بتشريع قانون صارم يُجرّم هذه التصرفات بشكل واضح، مع تغليظ العقوبات على حيازة السلاح أو إطلاقه في المناسبات، خصوصًا في المناطق الريفية التي لا تزال متمسكة بهذه "العادات القاتلة".
كما دعوا المؤسسات الدينية والإعلامية والتربوية إلى القيام بدورها التوعوي، مؤكدين أن "تحية العريس" الحقيقية يجب أن تكون بالدعاء له، بموقف جميل، أو حتى بمساهمة عملية لمساعدته في بداية حياته، لا بتهديد حياة الآخرين.
لمشاهدة الفيديو :