الخميس 03/أبريل/2025 - 11:42 ص
فرضت الحكومة الأمريكية قيودًا صارمة تمنع موظفيها في الصين، بمَن فيهم أفراد عائلاتهم والمتعاقدين الحاصلين على تصاريح أمنية، من إقامة أي علاقات رومانسية مع مواطنين صينيين.
أمريكا تحظر العلاقات العاطفية لموظفيها في الصين
وكشفت وكالة أسوشيتد برس، أن هذه السياسة الجديدة بدأ تطبيقها في يناير الماضي بتوجيه من السفير الأمريكي السابق نيكولاس بيرنز، قبل مغادرته منصبه.
ووفقًا لمصادر مطلعة، جاء هذا القرار بعد مخاوف متزايدة لدى واشنطن من محاولات الاستخبارات الصينية استهداف الدبلوماسيين الأمريكيين عبر ما يُعرف بـ مصائد العسل، وهي أساليب تجنيد تستند إلى الإغواء العاطفي للحصول على معلومات سرية.
وسّع القرار الجديد القيود السابقة التي كانت تقتصر على حراس الأمن والموظفين الداعمين في السفارات والقنصليات الأمريكية، ليشمل الآن أي علاقة مع أي مواطن صيني داخل البلاد، وينطبق الحظر على جميع البعثات الأمريكية في الصين، بما فيها السفارة في بكين والقنصليات في شانجهاي، قوانغتشو، شنيانغ، ووهان، وهونغ كونغ.
إنهاء العلاقة أو الاستقالة من الوظائف
وتمنح السياسة الجديدة استثناءً وحيدًا للموظفين الأمريكيين الذين كانت لديهم علاقات سابقة مع مواطنين صينيين، لكن بشرط التقدم بطلب إعفاء رسمي، وفي حال رفض الطلب، يتعين عليهم إما إنهاء العلاقة أو الاستقالة من وظائفهم، كما يتوجب على أي شخص يخالف القواعد مغادرة الصين فورًا.
وعلى الرغم من عدم صدور إعلان رسمي بشأن القرار، تم إبلاغ الموظفين الأمريكيين بهذه السياسة الجديدة شفهيًا وإلكترونيًا، ولم تعلق الخارجية الأمريكية على هذه الإجراءات، بينما أحال مجلس الأمن القومي الأسئلة حولها إلى الخارجية الأمريكية، ولم يتلقَ أي ردٍ من السفير السابق بيرنز.
وتعيد هذه السياسة إلى الأذهان قيودًا مماثلة فُرضت خلال الحرب الباردة، إذ منعت واشنطن موظفيها في الصين والكتلة السوفيتية من إقامة أي علاقات مع السكان المحليين بعد حادثة تجسس تورط فيها جندي أمريكي، لكن القيود خُففت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ولم تُفرض مجددًا بهذا الشكل الشامل إلا مع القرار الجديد.
وتأتي هذه الإجراءات وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين على خلفية قضايا التجارة والتكنولوجيا والتجسس، كما أشارت التقارير الاستخباراتية إلى أن الصين تعتمد بشكل متزايد على الضغط والترهيب؛ لدفع مواطنيها إلى جمع معلومات عن المسؤولين الأجانب، مما يجعل أي علاقة بين دبلوماسي أمريكي ومواطن صيني مصدر قلق أمني كبير.
