الثلاثاء 01/أبريل/2025 - 08:32 م 4/1/2025 8:32:11 PM

التوافق النفسي هو نوع من الانسجام والتصالح مع الذات وتقبل الأخطاء والظروف البيئية والاجتماعية وخصائصنا النفسية والجسمانية، وبالتالي العيش في حالة سلام، لكن لا يستطيع الجميع العيش في تلك الحالة.
وهناك أسباب قد تدفعهم لخسارة ذلك التوافق النفسي.
في السطور التالية نوضح متطلبات الصحة النفسية والتوافق النفسي من خلال كتاب "القلق قيود من الوهم" للدكتور إبراهيم عبد الستار، أستاذ علم النفس الإكلينيكي:
تتطلب الصحة النفسية التحرر من الشعور بالندم والتأنيب الدائم للنفس، لكن هذا لا يعني أن نبلد إحساسنا بآلام الاخرين ومعاناتهم، ومن الصحة أن يعترف الإنسان بأخطائه حتى يتجنب تكرارها لكن الصحة أيضًا تتطلب ألا تتفاقم هذه المشاعر لدرجة تعوق الشخص عن اكتشاف جوانب المتعة المشروعة في حياته، ومن مزايا التحرر من الندم الدائم أنه يجعل الشخص أكثر قدرة على معايشة اللحظة الراهنة بكل متطلباتها
- تقبل ما لا يمكن تغييره، فالماضي علينا أن نتقبله سواء تعلق ذلك بأخطاء قمنا بها شخصيًا أو أخطاء ارتكبها الآخرون نحونا عن قصد أو غفلة، الماضي شئ لا يمكن تغييره أو تبديله أما ما يمكن تغييره هو أنت وأفكارك وما تضيفه من قيم سلبية على هذا الماضي
- تقبل آراء الناس، لأن آراءهم شىء خاص بهم، لا يمكننا التحكم فيه ولكن بوجه عام يجب أن نعامل الناس كما نحب أن نعامل ولا نهتم بآرائهم فينا لانها تخصهم وحدهم
- تقبل خصائصنا الجسمية والنفسية: فما نرثة من خصائص جسمانية ونفسية شئ لا يمكن التحكم فيه، ومن ملامح الصحة أن ننمي قدرتنا على تقبل وحب ما نحن عليه من مظهر أو حجم أو لون وأيضًا خصائص نفسية أو مزاجية
- تقبل الظروف البيئية والجغرافية كظروف الطقس والحرارة وتحول الفصول، من حقنا أن نعبر عن كراهيتنا للضوضاء والازدحام وعدم نظامة الشوارع لكننا نمارس خطأ كبيرًا إن سمحنا لهذه الأشياء أن تكون مصدر إزعاج وشكوى دائمة
- تقبل المرحلة العمرية التي نحن فيها، بعض الناس يشكون كثيًرا من كبر السن وهذا يزيد من مخاوفهم وهمومهم
- تقبل اللوائح الحكومية والقواعد الإدارية، كقوانين المرور ووقت الانصراف والحضور للعمل والدراسة والضرائب والجمارك والعلاقة بالسلطة والرؤساء كلها أشياء لا يمكن أن تكون محل رضا لنا جميعًا لكن الصحة والوفاق النفسي تعرف أن السخط الدائم والتحايل والهلع الشديد منها يثير القلق والاضطراب وليس معنى قبول هذه الأشياء التوقف عن الدفاع عن الحقوق وعدم رد العدوان إن كان في تطبيق هذه القواعد ظلم وتحيز
- تقبل الكوارث والتغيرات المفاجئة التي لا نحكمها كوفاة الأقارب أو الإصابة بعاهة أو وجود طفل متخلف أو مريض،لا يجب أن تمنعنا هذه التغيرات من محاولة البحث الإيجابي عن أساليب تخفف أو تعالج هذه المصائب لكن الانهيار الكامل إزاء هذه الأحداث يزيد من تفاقم المشكلة
- القدرة على التواصل الجيد والفاعلية الاجتماعية، ولا يعني ذلك الاغراق في علاقات اجتماعية دائمة، التهريج وإطلاق النكات، فهناك الكثير من الاشخاص الذين يكونون في قمة النشاط الاجتماعي لكنهم من الناحية النفسية أبعد من يكونوا عن الوفاق النفسي
- الفاعلية الاجتماعية، يقصد بها القدرة على تكوين علاقات شخصية واجتماعية تتسم بالدفء والتبادل ومرونة الانتقال بين الأخذ والعطاء والإنسان السوي قادر على التوفيق بين متطلبات المواقف الاجتماعية المختلفة وهو ما يطلق عليه علماء النفس المرونة الاجتماعية
- بعض الناس يلجأون للقيام بدور واحد أو أدوار محدودة في الحياة شراء للسلام وبحثًا عن التبسيط الشديد للحياة الاجتماعية فالشخص الذي تغرقه الحياة الأسرية تمام بشكل يعجزه عن التطور المهني أو العلمي يعرض نفسه للقلق أكثر من الشخص الذي يوازن بين المواقف المختلفة لمنح كل منها بعض الوقت
- الذين يتمتعون بالوفاق النفسي يحرصون على الخصوصية ويحبون الانعزال أحيانًا والانعزال يختلف عن العزلة، فالانعزال اختيار شخصي يقوم من خلاله الشخص بابعاد نفسه مؤقتًا عن الآخرين أو الأماكن الصاخبة لكي يرضي احتياجاته الخاصة أو يقوم فيه بالإبداع أو التأمل أو انجاز شخصي أو عملي أما العزلة فهي شعور ينتاب الشخص عندما يشعر بأنه وحيد ومرفوض أو غير مقبول من الآخرين وهو أحد خواص القلق الاجتماعي
- النزعة الاستقلالية فتكون لك معاييرك الخاصة، وتكون أكثر قدرة على تقبل الأفكار الجديدة وبعيدًا عن التعصب الاجتماعي أو الفكري
- تتطلب الصحة النفسية أيضًا أن يقوم الإنسان بأي نشاط رياضي كالمشي أو السباحة وأن يتناول طعامًا متوازنًا ويعالج المشاكل الصحية له وأن يمارس الاسترخاء مرتان أو ثلاث مرات يوميًا.