الثلاثاء 01/أبريل/2025 - 08:16 م 4/1/2025 8:16:30 PM
انتهى الموسم الدرامى الرمضانى «على خير».. جملة كنا نتوقع أن نراها بعد شهر رمضان كعادتنا فى نهاية كل موسم درامى رمضانى، لكن أمور موسمنا الدرامى الحالى لم تكن على هذا الحال فى الحقيقة. إنه الموسم الذى قُدمت خلاله عشرات المسلسلات، ونالت قدرًا كبيرًا جدًا من التمويل والاهتمام والمتابعة والاختلاف حول مستواها ومردودها بين الانتقاد واللوم أو الإشادة والإعجاب. كثير من الأعمال المقدمة هذا الموسم تعرضت لحملة انتقادات أراها موضوعية فى كثير من الحالات، وأراها مبالغًا فيها فى حالات قليلة. على كل الأحوال، تبقى إثارة الجدل وفتح حالة الحوار المجتمعى فيما يخص الموسم الدرامى هى أحد مكاسب هذا الشهر الكريم، بشرط أن تأتى الموقعة فى النهاية بنتائج حقيقية، وألا تنتهى الحالة العامة التى نعيشها فى هذا الشأن إلى جعجعة مجتمعية بغير طحين.
وظنى أن على كل تلك الجهات التى أعلنت عن تصديها لطرح الأزمة الدرامية للنقاش المجتمعى أن تبادر بإعلان جدول زمنى لجهودها الإصلاحية، وأن تبادر بإعلان خطة عمل موضوعية وعاجلة لعلاج ما اعترى الموسم الدرامى من عوار. أولى تلك الخطوات فيما أرى أن تنبثق عن تلك النقاشات العامة لجنة معتبرة. وحتى إن كان من الصعب أن تبقى عضويتها سرية التكوين، لكن ينبغى أن نحافظ للجنة على سرية الأداء بحيث لا يجعلها الإعلام مادة يومية للحديث، إلا عند إعداد تقريرها النهائى وطرح المخرجات أمام الرأى العام. كما أقترح أن تكون تقارير ومقترحات أعضاء اللجنة من ذوى الخبرات فى صورة تقارير فردية موثقة يكتبها كل منهم عن بُعد ضمانًا للموضوعية وعدم سيطرة أحد فاعليها على توجيه باقى الأعضاء، وفى النهاية يكون هناك اجتماع عام لكل الأعضاء لمناقشة ما انتهى إليه تقرير كل منهم على حدة ، ثم الخروج بتقرير جماعى نهائى يتبناه كل أعضاء لجنة الخبراء تلك، وتكلف بتنفيذه الجهات الإنتاجية القائمة على عملية الإنتاج الفنى حاليًا.
أما بخصوص رؤيتى الشخصية فى هذا الشأن فإننى أقترح أن تكون هناك استراتيجية عامة لخطط الإنتاج الدرامى السنوية، تفترض تلك الخطة قاعدة ثابتة تضمن التنوع، بحيث يتم البحث عن نص واحد سنويًا يتم اختياره من بين النصوص المقدمة فى كل نوعية أو كل لون درامى. بمعنى، أن يكون هناك تنافس بين نصوص جميع الأعمال الدرامية فى مجال الدراما التاريخية ليقع الاختيار، ومن ثم التنفيذ على النص الأفضل فى هذا القسم، وبالمثل يكون هناك تصنيف للنصوص الدرامية التى تناقش قضايا مجتمعية معاصرة، وثالث للدراما التى تناقش قضايا وطنية تعلى من قيم الولاء للوطن بطريقة فنية غير مباشرة بالطبع، وآخر للنصوص الكوميدية، وقسم للبحث فى أفضل نص لدراما السير الذاتية، وهكذا. وبهذه الآلية نضمن أن يتم اختيار النصوص الأكثر جودة للتنفيذ الفعلى، ومن ثم للعرض المجتمعى. بحيث لا تُترك مسألة توجيه الرأى العام دراميًا لأفراد أو للذائقة الشخصية لصناع العمل، فهذه الأعمال ليست أعمالًا شخصية التأثير لنتركها مباحة متاحة لأفراد، ثقة فى أشخاصهم، فيتاح لهم تشكيل الذائقة العامة باختياراتهم الشخصية وبآليات غير موضوعية تحت ذريعة حرية الإبداع.
ثم يأتى الحديث عن مرحلة التنفيذ الفعلى للنص وتحويله لعمل فنى، وتأتى أهم خطوات التنفيذ فى اختيار العناصر الفنية التى تتصدى لتشخيص هذا النص، ومن أبرز مآسيها أن نجد فنانين ينالون الحظ الأوفر من الأدوار كمًا وكيفًا ونجد آخرين وقد أُبعدوا عن الشاشات لسنوات طويلة رغم كفاءتهم ومواهبهم التمثيلية. طبعًا يبقى تسكين الأدوار حقًا أصيلًا لمخرج العمل، لكن أرى أن يكون من اختصاص أعضاء لجنة الدراما المقترحة أعلاه أيضًا والتى تجيز النصوص وتقترح تنفيذها، أن تقترح أيضًا ثلاثة أسماء لممثلين فى كل شخصية من شخصيات العمل الذى درسوه وزكّوه للتنفيذ لتترك للمخرج فى النهاية حرية اختيار واحد من الأسماء الثلاثة المقترحة لكل دور.