أخبار عاجلة

"خروج العرب من التاريخ": قراءة فى كتاب مُهم! - نجوم مصر

"خروج العرب من التاريخ": قراءة فى كتاب مُهم! - نجوم مصر
"خروج
      العرب
      من
      التاريخ":
      قراءة
      فى
      كتاب
      مُهم! - نجوم مصر

الإثنين 31/مارس/2025 - 09:56 م 3/31/2025 9:56:44 PM

 

 أشرتُ فى مقالى الأخير، المنشور فى جريدة «الدستور» الغراء، بعنوان: «أُمّة مستباحة»، إلى كتاب «خروج العرب من التاريخ» للمفكر والأكاديمى الراحل الدكتور «فوزى منصور»، الذى يُبلور تحليلًا عميقًا لتاريخ وواقع «الأمة العربية»، والتحديات المصيرية التى واجهتها وتواجهها، كما يُقدّم الكتاب تحليلًا نقديًا ضافيًا لتاريخ العرب الحديث، ساعيًا من خلاله إلى تحديد الأسباب التى أدت إلى تراجعهم وتهميش دورهم فى الساحتين: الإقليمية والعالمية، ومُجتهدًا فى تقديم رؤية تحليلية موضوعية للواقع الراهن، تخلص إلى طرح مجموعة من التصورات لحلول ومعالجة المُشكلات التى يواجهها «العرب»، آملًا فى مُستقبل أكثر استقرارًا وأمنًا وازدهارًا. 
 وقد كتب الدكتور «منصور» كتابه هذا ونُشر أولًا باللغتين الانجليزية والفرنسية، قبل أن يُترجم إلى العربية ويُنشر بها فى منتصف عام 1990، غير أن قارئه المُعاصر يشعر حين يقرأه هذه الأيام، وكأنه يعيش بين ظهرانينا، ويُحدثنا عن وقعنا الراهن فى أيامنا هذه، بقضاياها ومُشكلاتها وتهديداتها وتحدياتها، وقد خصص صفحاته المكثفة لتفكيك مُدخلات ومؤثرات قضية تراجع العرب فى الفترة الأخيرة، باعتباره موضوعًا مُعقدًاٌ ومُتعدد الأوجه، وكذلك لبحث إمكانيات الخروج من هذا المأزق التاريخى، ومُتطلبات وشروط النجاح فى هذا المسعى الحياتى الواجب.
 ويرى الدكتور «فوزى منصور» أن طريق الخروج من هذا «الكابوس» يبدأ بإخضاعه للتحليل العلمى الصارم، «مهما طالت حِبال هذا التحليل وارتدّت إلى أعماق الماضى»، فلا علاج ناجعًا إلا بالتشخيص الصحيح لحالة المريض المُستعصية، وكتابة «الروشتة» المضبوطة للدواء المُستخدم، وتحديد ملامح خطة العلاج!.
 ويُحذِّر الكاتب اعتمادًا على قراءة خبرة الحياة البشرية الممتدة، من أن «التاريخ قد يصبر على قومٍ فى هزائمهم، وقد يمد يده لمن يتخلّف عن الركب، أمّا الذى لا يتسامح التاريخ فيه أبدًا، فهو أن يُدير القوم ظهورهم له ويمضوا مُتباعدين عنه، وذلك تحديدًا هو ما يفعله العرب»!!
 ويُشير الكاتب فى مقدمة كتابه، داقًّا نواقيس الخطر فى أرجاء «الوطن العربى» المُحاصر، إلى أن عصرنا الراهن عرف أقوامًا كثيرة،.. «فاجأتها الأحداث بما لا تُطيق.. فانقرضت أو كادت: بعضها لم يعرف من حضارة الغرب سوى الخمر فغرق فيها، وبعضٌ آخر ظن أنه يستطيع أن يطرد الشياطين الوافدة برقصة الدراويش طول الليل، ومُمارسة الطقوس السحرية آناء النهار، وبعضٌ ثالث توهَّم الخلاص فى التفانى فى خدمة السادة الجُدد ففقد نفسه وأرضه، وثمة آخرون انطلقوا على أحصنتهم الشهباء، على رءوسهم الريش الأبيض والأحمر وصيحاتهم تجلجل بصيحات الحرب، يُحاولون اختراق صفوف العدو الرابض فى انتظارهم، لكن لم تغنهم الشجاعة الشخصية الفائقة عمّا تسلح به الغزاة من أسباب العلم والتنظيم والتخطيط السليم والتعاون المُنضبط»!.
 إن «الكثير من مُمارساتنا وأنماط تفكيرنا»، يُنبهنا الكاتب الكبير قبل رحيله: «لا يختلف كثيرًا فى الجوهر عن ردود الفعل التى قابل بها الهنود الحُمر أو الأستراليون الأصليون غُزاتهم، كما أن المصير ذاته ينتظرنا، رغم كثرة عددنا واتساع أرضنا ووفرة مالنا، مالم نُسارع إلى تغيير ما فى أنفسنا وما بأوضاعنا»!.
 ويلفت الدكتور «منصور» النظر إلى توضيح يعكس بصيرته المستقبلية الثاقبة، وعُمق علمه بمقومات صراعنا مع أعدائنا، فى الماضى والحاضر، وكأنه يُفسر ما يجرى فى عالمنا اليوم، عالم «ترامب» «نتنياهو» أو الإمبريالية الأمريكية الصهيونية، رغم مغادرته للحياة الدنيا من قبل هذه الأحداث الراهنة بأعوام عديدة، فهو يكتب فى نهايات ثمانينيات القرن الماضى، مُنبِّهًا الغافلين والمتواطئين من بنى جلدتنا، من أن تفاقم أوضاع «العداء للعرب، الذى كان على الدوام جزءًا من الأيديولوجية الغربية، يكاد يتحول الآن إلى هواية شعبية. هذا العداء تُغذيه الرأسمالية العالمية الحريصة على تبرير استغلالها وعدوانها، وتُسَخِّرُ فى خدمته إعلامها الجهنمى، وهو يستند أيضًا إلى أسس أخرى كثيرة، بعضها تاريخى جيوبوليتيكى والآخر ثقافى دينى»!. «يتبع»

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى دياب عن مشاركته في مسلسل قلبي ومفتاحه: تنبأت إن تامر محسن هيكلمني للدور - نجوم مصر