أ أ
تتطلب الزراعة التجارية للفطر منازل خاصة مجهزة بأنظمة تهوية متطورة, وعلى الرغم من أن الفطر ينمو عادة في بيئات مظلمة، إلا أن الظلام ليس شرطًا أساسيًا, فزراعة الفطر تعتبر نشاطًا مفيدًا لإعادة تدوير النفايات، حيث تساهم مزارع الفطر في الحفاظ على البيئة من خلال استخدام كميات كبيرة من مواد مثل نشارة الخشب، وروث الخيول، وروث الدواجن، وهي مواد تعتبر نفايات زراعية قد لا تجد لها استخدامًا آخر لولا زراعة الفطر, هذه الزراعة تمزج بين الفن والعلم، فهي تمر بمراحل معقدة تستدعي معرفة دقيقة بأوقات وظروف النمو.
الفطر، كنوع من الفطريات، يختلف عن النباتات الأخرى في أنه لا يحتوي على الكلوروفيل، وبالتالي لا يمكنه الاستفادة من الطاقة الشمسية, بدلاً من ذلك، يستمد الفطر كربوهيدراته وبروتيناته من مواد نباتية متحللة تحتوي على مواد عضوية ولإنتاج هذا الفطر، يتم تحضير وسط غذائي غني بالمواد العضوية على شكل سماد يمكن للفطر استهلاكه, وعند تحضير هذا السماد بشكل صحيح، يصبح مناسبًا فقط لنمو الفطر، ولا يدعم نمو أي كائن آخر, في مرحلة معينة من التحلل، يتوقف المزارع عن المعالجة ويزرع الفطر ليكون الكائن الحي السائد في البيئة.
إعداد السماد للفطر
يتطلب إعداد ركيزة السماد العديد من المنتجات الزراعية الثانوية مثل روث الخيول المخصب بالقش، وتبن القمح, وإذا كان السماد الصناعي يحتوي على مكونات أخرى غير روث الخيل، فإنه يتطلب إضافة مكونات غنية بالكربوهيدرات مثل قشور بذور القطن أو كيزان الذرة, كما يجب إضافة مكملات النيتروجين والجص لتحسين جودة السماد. تتم إضافة مكملات النيتروجين لزيادة نسبته في السماد إلى 1.5-1.7% في السماد المصنوع من روث الخيل، أو 1.7-1.9% في السماد الصناعي، وهذه النسب محسوبة على أساس الوزن الجاف.تتم العملية في بيئة محكمة حيث يتم توفير لوح خرساني (رصيف) للتسميد، بالإضافة إلى جهاز تقليب السماد لتهوية الخليط، وأيضًا جرار لنقل المواد إلى جهاز التقليب, المياه المستخدمة خلال عملية تحضير الركيزة يتم إعادة تدويرها داخل العملية نفسها، مما يجعلها بمثابة نظام مغلق.
مرحلة التحضير الأولى للتسميد
تبدأ المرحلة الأولى من تحضير السماد بخلط المكونات وترطيبها، حيث يتم تكديس المواد وتطبيق عملية "التحضير المسبق" التي قد تستمر من 3 إلى 15 يومًا, يتم خلالها ري المكونات السائبة وبعض المكملات وتكديسها لتصبح أكثر قابلية لامتصاص الماء بعد ذلك، يتم تشكيل كومة مستطيلة من السماد باستخدام آلة تقليب السماد، مع رش الماء والمكملات على الخليط أثناء تحريكه.في هذه المرحلة، تتوقف الكائنات الدقيقة عن النمو عندما تتجاوز درجة الحرارة 70 درجة مئوية، ويبدأ تفاعل كيميائي يساعد في تحلل الكربوهيدرات المعقدة ويهيئ البيئة لمرحلة النمو التالية للفطر.
التحكم في الرطوبة والأكسجين
من الضروري خلال عملية التسميد أن تكون مستويات الرطوبة والأكسجين والنيتروجين والكربوهيدرات متوازنة طوال العملية، حيث إن أي نقص في أحد هذه العوامل قد يوقف عملية التسميد, يتم إضافة الماء والمكملات بشكل دوري، ويُسحب الهواء عبر جوانب الكومة لتحفيز عملية الأكسدة والتفاعل الكيميائي.كما يجب الحفاظ على كثافة جوانب الكومة مع إبقاء مركزها فضفاضًا لتمكين تدفق الهواء، مما يعزز بيئة غنية بالأكسجين حيث يقلل من حدوث التفاعلات الضارة.