أ أ
محصول القمح يعد من المحاصيل الاستراتيجية التي تحظى باهتمام كبير من الدولة، التي توفر كافة وسائل الدعم للمزارعين من أجل تحقيق أعلى معدلات الإنتاج والجودة، قد تناولت الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي هذا الموضوع بشكل مفصل خلال لقائها مع الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج "المرشد الزراعي"، الذي يُعرض على قناة مصر الزراعية.
أهمية متابعة الأصناف في المحطات البحثية
أوضحت الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي، رئيس بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية، أن متابعة تأثير الصدأ والإصابة بالحشرات يتم بشكل متزامن في المحطات البحثية المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، سواء في الوجه البحري أو القبلي أو في مناطق وسط مصر.وأوضحت الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي أن الهدف من هذه المراقبة هو تحديد الأصناف المصابة بالصدأ وتقييم تأثير الإصابة على الإنتاجية، إذا كانت الإصابة لا تؤثر بشكل كبير على الإنتاج، يتم نقل هذه الأصناف إلى مناطق أقل رطوبة مثل وسط وجنوب مصر، حيث تكون الظروف أقل ملائمة لانتشار الصدأ.
أما في حال ثبت أن الإصابة قد أثرت سلبًا على الإنتاجية، يتم سحب هذه الأصناف تدريجيًا من عملية إنتاج التقاوي لضمان التخلص منها تمامًا، وبالتالي منع انتشار الأصناف الضعيفة في السوق.
دور التقاوي المعتمدة في تحسين جودة إنتاجية محصول القمح
أشارت الغرباوي إلى أن استخدام التقاوي المعتمدة يساعد في ضمان خلو محصول القمح من بذور الحشائش والأمراض الفطرية مثل التفحم.وأضافت أن عملية إنتاج التقاوي تشمل عدة مراحل تبدأ بتقاوي النوية ثم التقاوي الأساسية، قبل أن يتم توزيعها على المزارعين.
وأوضحت أن هذه العملية تضمن الحصول على بذور نقية خالية من العوامل التي قد تؤثر سلبًا على الإنتاجية، وحذرت من أن استخدام تقاوي غير معتمدة يعرض المحصول لمخاطر كبيرة، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج وزيادة التكاليف على المزارعين.
مناطق زراعة قمح المكرونة وتأثير العوامل البيئية
كشفت الغرباوي أن قمح المكرونة يزرع بشكل رئيسي في مناطق وسط وجنوب مصر، مثل الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج، مؤكدةً أن زراعته في الوجه البحري غير مناسبة بسبب ارتفاع معدلات الرطوبة التي تؤثر على الصفات التكنولوجية للحبوب.وأوضحت أن قمح المكرونة يمتاز بلون الحبة الكهرماني الشفاف، ولكن عند زراعته في الوجه البحري، تتغير خصائصه بسبب الرطوبة، مما يجعله أكثر نشوية وأقل ملاءمة لإنتاج السيمولينا المطلوبة في صناعة المكرونة.

تأثير المعاملات الزراعية على جودة المحصول
شددت الدكتورة الغرباوي على أن جودة محصول القمح لا تعتمد فقط على الصنف المزروع، بل تتأثر بشكل كبير بالمعاملات الزراعية، موضحةً أن طريقة الري والتسميد تلعبان دورًا أساسيًا في تحسين خصائص العجين وكمية البروتين في الحبوب.وأضافت أن الإفراط في الري أو التسميد غير المتوازن قد يؤدي إلى تراجع جودة الحبوب، مما يضطر بعض المنتجين إلى إضافة مكسبات صناعية لتعويض نقص جودة القمح.

أهمية الدورة الزراعية في تحسين إنتاجية القمح
أكدت الدكتورة الغرباوي أن اتباع الدورة الزراعية هو الحل الأمثل للحفاظ على خصوبة التربة وزيادة إنتاجية محصول القمح على المدى الطويل، مشيرةً إلى أن زراعة القمح في نفس الأرض لعدة مواسم متتالية يؤدي إلى إنهاك التربة واستنزاف العناصر الغذائية الضرورية.وأوضحت أن تطبيق دورة زراعية متوازنة يساهم في تحسين جودة التربة وتقليل الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية، مما ينعكس إيجابًا على الإنتاجية والجودة النهائية للحبوب.