أ أ
يُعد الانتخاب من العمليات الأساسية لتحسين حيوانات المزرعة، حيث لا يُحدد الحيوان المناسب للتكاثر عادة من خلال سمة واحدة فقط، بل يعتمد الأمر على مجموعة من الصفات في آن واحد, الهدف الرئيسي من الانتخاب هو إنتاج سلالات تربية متميزة، بحيث تكون هذه الحيوانات هي الآباء للأجيال المستقبلية.
يسمح نظام الانتقاء باختيار أفضل الحيوانات لتكون الآباء للأجيال القادمة، مع التخلص من الحيوانات غير المرغوب فيها. تتمتع الحيوانات المُختارة بصفات مميزة تسهم في زيادة الإنتاجية, تعتبر تربية الحيوانات عملية تحت إشراف الإنسان، حيث يتخذ المربون القرارات بشأن الحيوانات التي ستنتج الأجيال التالية.
تعتمد تربية الحيوانات على حقيقة أن بعض الصفات تُورث، وبالتالي يتم نقل السمات الجيدة من الآباء إلى الأبناء. من خلال الانتقاء، يمكن الحفاظ على الصفات المرغوبة أو تحسينها في الأجيال القادمة, الهدف من هذه العملية هو زيادة تواتر الأليلات المرغوبة وتقليل الأليلات غير المرغوب فيها، مما يؤدي على المدى الطويل إلى تحسين الوراثة في القطيع. يعكس الأداء العام للحيوان إلى حد كبير الإمكانيات الجينية التي حصل عليها من والديه، بالإضافة إلى البيئة المحيطة، والتي تشمل التغذية والصحة والإدارة.
على مدار العقود الماضية، كانت التربية لزيادة الإنتاجية ناجحة جدًا في تحسين سمات النمو والإنتاج والتكاثر، لكنها تسببت أيضًا في بعض الآثار السلبية على سلوك ورفاهية الحيوانات. بينما يركز التكاثر والوراثة على تحسين الإنتاجية، تبرز الحاجة الآن إلى نهج شامل يعزز الإنتاجية مع مراعاة رفاهية الحيوانات. في ظل التقدم العلمي في مجال الجينوم، أصبح لدى المربين القدرة على جمع معلومات دقيقة حول التأثير البيولوجي لقراراتهم التربوية، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات أكثر دقة في برامج الانتقاء.
الاختيار الفردي هو أحد الأساليب الأكثر شيوعًا في التحسين الانتقائي للثروة الحيوانية، حيث يعتمد على الأداء الفردي للحيوانات. يتم اختيار الحيوانات بناءً على صفاتها الظاهرة، ويكون هذا النظام أكثر فاعلية عندما تكون قابلية توريث الصفات عالية، بينما يقل تأثيره عند انخفاض قابلية التوريث, يُعد الاختيار الفردي من أسس الانتقاء الأبسط والأسرع والأكثر استخدامًا في برامج التربية. إذا تم الاحتفاظ بسجلات دقيقة للأداء، يمكن تقييم سمات مثل وزن الجسم، ومعدل النمو، وإنتاج الصوف، وغيرها من المعايير بسهولة.
يتم اتخاذ قرارات بشأن الاحتفاظ بالحيوانات أو رفضها للتكاثر بناءً على السمات الظاهرة لها, يعتمد التقدم في الانتقاء على مدى ارتباط الصفات الوراثية بالنمط الظاهري, غالبًا ما يُستخدم النمط الظاهري لتقدير قيمة التكاثر للصفات النوعية مثل اللون أو شكل القرون, في بعض الحالات، يكون الاختيار بناءً على النمط الظاهري أكثر فعالية من غيره, على سبيل المثال، في سلالات الأبقار مثل الأنجوس، يُعد اللون الأحمر متنحيًا بالنسبة للون الأسود السائد ومع ذلك، قد يكون من الصعب التفريق بين النمطين الجينيين (BB و Bb) بناءً على النمط الظاهري فقط، مما يعني أن الاختيار بناءً على النمط الظاهري قد لا يكون دقيقًا دائمًا.