جوجل تعمل على إعادة ترتيب سلاسل الإمداد الخاصة بها لمواجهة التحديات الاقتصادية الناشئة عن التعريفات الجمركية، حيث أصبحت الشركات الأمريكية أكثر حذراً مع احتمال عودة الرسوم الإضافية. في هذا السياق، تتجه جوجل نحو نقل جزء كبير من إنتاج هواتف Pixel من فيتنام إلى الهند، وذلك لتجنب التكاليف الإضافية الناتجة عن التعريفات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. هذا التحرك يعكس جهود الشركة لتعزيز كفاءتها التشغيلية، خاصة مع وجود فترة تجميد مؤقت للرسوم، إلا أن التهديدات المحتملة لفرض رسوم جديدة على أشباه الموصلات قد تؤثر على صناعة الهواتف الذكية بشكل عام.
جوجل تخطط لنقل إنتاج هواتف Pixel إلى الهند
في ظل الغموض المحيط بالسياسات التجارية الأمريكية، تقوم جوجل، كجزء من شركة Alphabet، بإعادة هيكلة خطوط إنتاجها لتقليل التأثيرات السلبية. على الرغم من أن الهواتف الذكية حالياً مستثناة من التعريفات الرئيسية، إلا أن الرسوم الانتقامية المعلقة، والتي تصل إلى نحو 10%، قد تعود إلى الوجود، مما يدفع الشركات للاستعداد مسبقاً. وفقاً للتقارير، فإن جوجل قد نقلت بالفعل جزءاً من إنتاج هواتف Pixel إلى فيتنام والهند في السنوات الأخيرة، لكن الآن تتجه نحو تعزيز وجودها في الهند بشكل أكبر. هذا يشمل نقل خطوط الإنتاج الكاملة للهواتف المخصصة للتصدير إلى الولايات المتحدة، حيث تجري محادثات مع شركات مثل فوكسكون وديسكون تكنولوجيز لتحقيق ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى جوجل إلى توطين إنتاج المكونات الأساسية في الهند، مثل الشواحن وأجهزة استشعار البصمات والبطاريات والهياكل، لتجنب استيرادها وبالتالي تقليل التكاليف. هذا التحول مدفوع بفارق كبير في التعريفات، حيث تصل الرسوم على الواردات من فيتنام إلى حوالي 46%، مقارنة بـ26% فقط من الهند. هذا الفرق البالغ 20 نقطة مئوية يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة لجوجل إذا أعيد تفعيل الرسوم، مما يجعل الهند خياراً أكثر جاذبية للإنتاج. ومع ذلك، يتطلب هذا التحول زيادة كبيرة في القدرات الإنتاجية في الهند، حيث يتم حالياً تجميع حوالي 43,000 إلى 45,000 وحدة شهرياً للسوق المحلية فقط، وهو رقم غير كافٍ لتلبية الطلب المتزايد في السوق الأمريكية، خاصة مع اقتراب إطلاق هاتف Pixel 10.
استراتيجية Alphabet لتجنب الرسوم الجمركية
أما فيما يتعلق باستراتيجية Alphabet، فهي تركز على تحقيق التوازن بين التكاليف والكفاءة، مع الاستفادة من بيئة الهند الداعمة للتصنيع. هذا النهج يساعد في الحد من التأثير المحتمل على أسعار الهواتف، حيث قد تكون جوجل مضطرة لرفع أسعار هواتف Pixel إذا استمرت في تحمل أعباء التعريفات دون تعديلات. على سبيل المثال، في حالة عدم نقل الإنتاج، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار أجهزة مثل iPhone 17 Pro، كما حدث سابقاً، مما يؤثر على المستهلكين الأمريكيين. ومع ذلك، فإن نقل الإنتاج إلى الهند يمكن أن يوفر فرصاً لتعزيز الابتكار والتوسع في الأسواق الناشئة، حيث تتزايد الطلبات على التكنولوجيا المتقدمة.
في الختام، يمثل هذا التحرك خطوة استراتيجية لجوجل لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مع التركيز على الاستدامة طويلة الأمد. من خلال استثمار في الإنتاج المحلي في الهند، تستطيع الشركة تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز قدرتها على المنافسة في سوق الهواتف الذكية. هذا الاقتراب يعكس التغييرات الديناميكية في صناعة التكنولوجيا، حيث أصبحت التعريفات الجمركية عاملاً رئيسياً في اتخاذ القرارات التشغيلية، مما يدفع الشركات نحو تبني نماذج أكثر مرونة وكفاءة. بالنهاية، يبقى التركيز على ضمان توفر منتجات عالية الجودة بأسعار معقولة للمستهلكين، مع الاستعداد لأي تغييرات مستقبلية في السياسات التجارية.