معرض أبوظبي للكتاب 34: برنامج مهني لصناعة النشر - نجوم مصر

بقلم: [اسم الكاتب أو المصدر، إذا لزم الأمر]

في قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي، يعود معرض أبوظبي الدولي للكتاب ليحتفل بدورته الـ34، محافظاً على مكانته كأحد أبرز الأحداث الثقافية في المنطقة. يُعد هذا المعرض، الذي يقام سنوياً منذ إطلاقه في عام 1987، منصة حيوية تجمع بين العالمين الثقافي والمهني، حيث يتفاعل الناشرون، الكتاب، والقراء مع أحدث الابتكارات في عالم الكتب. وفي هذه الدورة، يبرز البرنامج المهني الذي يركز على صناعة النشر، مما يجعله حدثاً لا يُفوت للمهتمين بتطوير هذه الصناعة.

أهمية المعرض وتطوره

منذ انطلاقه، تحول معرض أبوظبي للكتاب إلى حدث دولي يجذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم. يعرض المعرض آلاف العناوين من الكتب، بما في ذلك الروايات، الكتب الأكاديمية، والإصدارات الرقمية، ويشمل مشاركة من أكثر من 50 دولة. في دورته الـ34، التي أقيمت مؤخراً، لم يقتصر الأمر على عرض الكتب فحسب، بل امتد إلى تنظيم برنامج مهني شامل يركز على تحديات وفرص صناعة النشر في عصرنا الرقمي.

يأتي هذا البرنامج كرد فعل للتغييرات السريعة في عالم النشر، حيث أصبحت التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي والتوزيع الرقمي، جزءاً أساسياً من الصناعة. يهدف البرنامج إلى تعزيز المهارات المهنية للناشرين والكتاب، وتشجيع الابتكار، وتعزيز التعاون بين الدول.

تفاصيل البرنامج المهني

في هذه الدورة، أقيم البرنامج المهني تحت شعار “صناعة النشر: الابتكار والاستدامة”، وشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تجمع بين الخبراء الدوليين والمحليين. من أبرز هذه الأنشطة:

  • ورش العمل التدريبية: نظم المعرض ورش عمل متخصصة تغطي مواضيع حيوية مثل “التسويق الرقمي للكتب”، و”حقوق النشر في عصر الإنترنت”، و”استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التحرير والنشر”. شارك في هذه الورش خبراء من شركات نشر عالمية مثل “بينغوين راندوم هاوس” و”هاربر كولينز”، بالإضافة إلى ناشرين إماراتيين، مما سمح للمشاركين بتعلم أدوات عملية يمكنهم تطبيقها في أعمالهم.

  • جلسات النقاش والمحاضرات: عقدت جلسات نقاش حية حول قضايا مثل “دور النشر في تعزيز التنوع الثقافي” و”تحديات النشر المستقل في المنطقة العربية”. كما استضافت المحاضرات كتاباً وناشرين بارزين، مثل الكاتب الإماراتي سلطان المهيري، الذي تحدث عن تجاربه في النشر الرقمي، وخبراء دوليين من أوروبا وأمريكا الشمالية.

  • الفعاليات الشراكية: شمل البرنامج جلسات شراكات بين الناشرين المحليين والدوليين، حيث تم مناقشة فرص التعاون في توزيع الكتب العربية عالمياً. كما ركز على دعم الكتاب الشباب من خلال برامج تدريبية تهدف إلى تعزيز الإبداع والابتكار في صناعة النشر.

شهد البرنامج مشاركة أكثر من 500 مهني من صناعة النشر، بما في ذلك محررين، مصممين، وموزعين، مما جعله فرصة مثالية لتبادل الأفكار والشبكات.

أثر البرنامج على صناعة النشر

يُعتبر برنامج دورة 34 خطوة مهمة نحو تعزيز صناعة النشر في الإمارات والمنطقة العربية. في ظل التحديات التي تواجه الصناعة، مثل انتشار الكتب الإلكترونية وتغير عادات القراءة، يساعد هذا البرنامج في بناء جيل جديد من المهنيين قادرين على التكيف مع التغييرات. كما يدعم الرؤية الإماراتية للثقافة، التي تهدف إلى جعل أبوظبي مركزاً عالمياً للنشر والإبداع.

في الختام، يؤكد معرض أبوظبي للكتاب في دورته الـ34 أن النشر ليس مجرد مهنة، بل هو ركيزة أساسية للحوار الثقافي العالمي. من خلال برنامجه المهني، يفتح المعرض أبواباً للابتكار والتعاون، مما يعزز دور الإمارات كقوة ثقافية عالمية. إذا كنت مهتماً بصناعة النشر، فإن هذا المعرض يمثل فرصة لا تُعوض للانخراط والتعلم. يُتوقع أن تستمر هذه الدورات في تعزيز الثقافة والمعرفة، مما يجعلها حدثاً ينتظره الجميع كل عام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أمانة حائل تكشف عن أول مخطط هندسي متكامل في الشرق الأوسط - نجوم مصر
التالى زراعة الشرقية تواصل متابعة حصاد وتوريد القمح وتنظم فرقًا إرشادية حول ترشيد الاستهلاك الغذائي - نجوم مصر