في أجواء التوتر الدولي، التقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في روما، حيث عقدا اجتماعًا هامًا على هامش مراسم تشييع جنازة البابا فرنسيس. كان هذا اللقاء الثاني بين الرجلين خلال الفترة الأخيرة، بعد اجتماع سابق شهد تبادل آراء حول قضايا دولية حيوية.
اجتماع ترمب وزيلينسكي يعزز الجهود الدبلوماسية
أكد المتحدث باسم الرئيس الأوكراني سيرغي نيكيفوروف أن الاجتماع الأول بين الرئيسين استمر لمدة 15 دقيقة، وأن الطرفين اتفقا على عقد لقاء ثانٍ لاستكمال المناقشات. وفقًا للتصريحات الرسمية، ركز اللقاء على قضايا حيوية مثل حماية الأرواح المدنية في أوكرانيا، وإيقاف إطلاق النار بشكل كامل وغير مشروط، بالإضافة إلى سعي نحو اتفاق سلام دائم يمنع اندلاع صراعات مستقبلية. نشر مكتب الرئاسة الأوكرانية صورًا توثق هذا اللقاء، بما في ذلك صور تجمع الرئيسين مع قادة آخرين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس البريطاني كير ستارمر، مما يعكس الدعم الدولي للجهود السلمية.
لقاء مثمر يقرب السلام
وصف البيت الأبيض الاجتماع بأنه نقاش مثمر للغاية، حيث أكد ترمب في منشوراته على منصته الخاصة أن الجانبين الأوكراني والروسي أصبحا قريبين من التوصل إلى اتفاق على معظم النقاط الرئيسية. ومع ذلك، يأتي هذا اللقاء في سياق خلافات سابقة، حيث رفض زيلينسكي مقترحًا أمريكيًا للسلام كان يتضمن تنازلات مثل الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، ما أثار استياء ترمب في ذلك الوقت. رغم ذلك، أعرب الجانب الأوكراني عن أمل في تحقيق نتائج ملموسة من هذا اللقاء، معتبرًا إياه خطوة رمزية قد تكون تاريخية إذا أدت إلى اتفاقيات مشتركة. وفي السياق نفسه، رحبت روسيا بالمقترح الأمريكي، مشددة على ضرورة دراسته وتوضيح بعض التفاصيل، مما يعكس تعقيد المفاوضات الدولية.
يُعتبر هذا الاجتماع دليلاً على التزام الولايات المتحدة بتعزيز السلام في أوكرانيا، حيث يسعى ترمب إلى لعب دور بارز في حل النزاعات العالمية. خلال اللقاء، تناول الرئيسان جوانب متعددة من الوضع الجيوسياسي، بما في ذلك الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، وكيفية منع تفاقم الصراع. ومع تزايد الضغوط الدولية لإنهاء القتال، يُنظر إلى هذا اللقاء كفرصة لإعادة بناء جسور الثقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، خاصة في ظل التحديات التي واجهتها العلاقات في السنوات الأخيرة. الرئيس زيلينسكي أكد في تصريحاته أن مثل هذه اللقاءات ضرورية لتحقيق السلام المستدام، مشددًا على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التهديدات الخارجية. في المقابل، يرى مراقبون أن مشاركة ترمب في هذه المناقشات قد تكون محفزًا لتسريع عملية التفاوض، رغم الخلافات السابقة حول شروط السلام.
في الختام، يمثل اجتماع ترمب وزيلينسكي خطوة إيجابية نحو حل الصراع الأوكراني، حيث يتجاوز الجانبان الخلافات السابقة للتركيز على أهداف مشتركة. مع استمرار الجهود الدبلوماسية، يأمل العالم في أن يؤدي هذا اللقاء إلى تقدم ملموس في مسار السلام، مما يضمن استقرار المنطقة ويحمي مصالح الشعوب المعنية. وفي ظل التطورات السريعة، يبقى التركيز على بناء اتفاقيات تعزز السلام الدائم وتقلل من مخاطر الحرب في المستقبل.