منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، شهدت المرأة تحولاً جذرياً في دورها داخل المجتمع، حيث أصبحت محط اهتمام رئيسي في التنمية الوطنية من خلال برامج تهدف إلى تعزيز مشاركتها في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، والقيادية. هذه الجهود ساهمت في رفع نسبة مشاركتها في سوق العمل وزيادة حضورها في المناسبات المحلية والدولية، مما أدى إلى تغييرات جوهرية تعزز من حقوقها واستقلالها.
تمكين المرأة في رؤية 2030
تشهد المملكة تقدماً ملحوظاً في مجال تمكين المرأة، حيث ارتفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل من 22.8% في البداية إلى 36% في عام 2024، وهو ما يتفق مع أهداف الرؤية الرامية إلى الوصول إلى 40% بحلول 2030. هذا التحسن يعكس تأثير الإصلاحات الاقتصادية، مثل تحديث أنظمة العمل، رفع القيود، وتعزيز المساواة في الأجور، بالإضافة إلى برامج التدريب ورعاية الأطفال. كما وصلت نسبة النساء في المناصب الإدارية إلى 43.8%، متجاوزة التوقعات، بينما بلغت مشاركتهن في القطاع التقني 35% مقارنة بـ7% في 2017. في ريادة الأعمال، سجلت أكثر من 1.3 مليون سيدة تسجيلاً تجارياً، مع حصول 42 ألف سيدة على تمويل لمشاريعها، مما يرفع نسبة السجلات النسائية إلى 45% من إجمالي المؤسسات.
تعزيز دور المرأة في المجتمع
في مجال القيادة، مثلت السماح للمرأة بقيادة السيارة في يونيو 2018 نقلة نوعية، حيث دعم حريتها في التنقل وزاد من مشاركتها في سوق العمل، مما يتوافق مع أهداف الرؤية في التمكين الاقتصادي. أما في القطاع الرياضي، فقد تضاعفت مشاركة النساء، حيث وصل عدد الرياضيات إلى 3531 في 2024 مقارنة بـ823 في 2022، وارتفع عدد المدربات إلى 103. تم تأسيس 40 فريقاً وطنياً ضمن 25 اتحاداً رياضياً، مع 7 رئيسات للاتحادات و104 عضوات في مجالس الإدارة، مما يمثل 30% من المناصب القيادية. كما شهدت الرياضة النسائية إنجازات دولية، مثل مشاركة أول سباحة سعودية في الأولمبياد بباريس 2024، بعد أول مشاركة بارالمبية في طوكيو 2020. في القطاع الدفاعي، دخلت المرأة مجالات جديدة منذ 2018، مثل الأمن العام والقوات الجوية، مع افتتاح معهد تدريب نسائي في 2021، الذي تخرج العديد من العناصر النسائية. على صعيد العلوم، أصبحت ريانة برناوي أول سعودية تصل إلى محطة الفضاء الدولية في 2023، مما يعكس قفزة في التمكين العلمي. كما حققت الطالبات إنجازات في المسابقات الدولية، مثل فوز 100 طالبة في معرض آيسف ونيل ميداليات في الأولمبياد الأوروبي للرياضيات، مساهمة في تقدم المملكة في مؤشرات الابتكار.
يؤكد هذا التقدم أن تمكين المرأة يشكل عموداً رئيسياً في رؤية 2030، حيث أدى إلى نتائج ملموسة في مختلف القطاعات، مما يعزز دورها كشريك فاعل في التنمية ويضمن تحقيق الأهداف المستقبلية بكفاءة.
