لو ابنك بطل رياضى.. إزاى تدعمه نفسيًا لمواجهة الضغط والهزيمة
ممارسة الرياضة تعد أمرًا شديد الأهمية للأطفال والمراهقين، فبجانب المحافظة على الصحة واللياقة البدنية، تزيد الرياضة من الثقة النفس، وتنمى مشاعر المشاركة والمرح مع الأصدقاء، رغم ذلك قد تسبب الرياضة أيضا عدد من الضغوطات النفسية التي من الضرورى على الآباء استيعابها وتعلم كيفية التعامل معها، وفقا لموقع “Johns Hopkins medicine”.
فوائد ممارسة الرياضة بشكل منتظم للأطفال والمراهقين
ممارسة الطفل لرياضة بعينها بشكل منتظم، يحقق عدد من الفوائد الصحية والنفسية، بما في ذلك زيادة النشاط البدني وتعزيز الثقة في قدرة الشخص على تحقيق أهدافه.
كما يميل الطلاب الرياضيون أكثر من أقرانهم غير الرياضيين إلى اتباع سلوكيات صحية، مثل النشاط البدني اليومي، والنوم سبع ساعات على الأقل يوميًا، وتناول الفاكهة والخضراوات، وتقليل شرب المشروبات الغازية، كما يعتبر الطلاب الرياضيين في المرحلة الثانوية أكثر كفاءةً في الدراسة، ولديهم توقعات أعلى لمواصلة تعليمهم بعد المرحلة الثانوية مقارنةً بغير الرياضيين
الآثار السلبية للرياضة على الحالة النفسية
على الرغم من متعة الرياضة وفوائدها للأطفال والمراهقين، إلا أن لها بعض الآثار السلبية المحتملة، وذلك لأن الأطفال والمراهقين الذين لا يزالون في طور النمو، قد يصعب عليهم التعامل مع المشاعر الجياشة والضغوط الداخلية والخارجية المرتبطة بممارسة الرياضة.
وفيما يلى بعض الآثار السلبية المحتملة للرياضة على الحالة النفسية للأطفال والمراهقين، وهى:
ربط الفوز بالقيمة الذاتية
غريزة التنافس القوية تعد سمة الرياضي المتميز، لكن الرياضيون الشباب قد يواجهون صعوبة بالغة عند مواجهة أي نكسة شخصية، لأنه قد يضعون لأنفسهم معايير غير واقعية، ويبدأون بربط أدائهم الرياضي بقيمتهم الذاتية.
الكمال غير الصحي في الرياضة
لدى بعض الأطفال رغبة قوية في الكمال، وهذا لا يفيدهم دائمًا في الرياضة، فالرياضي الذي يسعى إلى الكمال بشكل غير صحي قد يتجنب المخاطرة ومقاومة التغيير خوفًا من الفشل، ويكون حساسًا جدًا للنقد، كذلك قد يتعرض للإحباط من أصغر الأخطاء، ويقلل أهمية إنجازاته أو ينسبها إلى الحظ بدلاً من المهارة.
التوتر والقلق لدى الطلاب الرياضيين
التوتر هو استجابة جسد الإنسان وعقله للتحدي، وقد يكون نتيجةً لإثارة الرياضة والمنافسة، ولكن عندما يكون التوتر زائدًا يصبح مشكلة حقيقية، حتى التوتر الجيد قد يُسبب ضررًا، فالطفل أو المراهق الذي يشعر بحماس شديد تجاه مباراة أو تجربة أداء أو بطولة كبيرة قد يعاني من آثار التوتر، حتى لو كان في سياق إيجابي.
الاكتئاب لدى الرياضيين الشباب
يمكن أن يؤثر الاكتئاب على أي شخص، حتى الرياضيين الشباب ذوي الأداء العالي، هناك عوامل أخرى مؤثرة، منها الوراثة وطبيعة الشخصية، بالإضافة إلى ضغوط الرياضات الشبابية، وخاصةً للرياضيين النخبة، وقد يبدو الاكتئاب لدى الأطفال على شكل ملل أو تشتت أو انخفاض في الطاقة، وهو أمر قد يظهر بشكل عارض وغير مقلق، لكن إذا فقد طفلك اهتمامه برياضته أو غيرها من الأنشطة التي يستمتع بها عادةً، فهى علامة تحذيرية.
التشجيع السلبى
قد يكون الآباء متحمسين للغاية عندما يُظهر أطفالهم اهتمامًا أو موهبة رياضية، خاصةً إذا أظهروا موهبة استثنائية. لكن في بعض الأحيان، قد يتحول التشجيع إلى ضغط، بعد التركيز على رياضة واحدة لفترة، قد يشعر الرياضيون الصغار بالملل منها، عاطفيًا وجسديًا. ووفقًا للباحثين، فإن الإرهاق العاطفي والجسدي، وتراجع الشعور بالإنجاز، والشعور بتراجع القيمة في الرياضة، كلها سمات للاحتراق النفسي.
كيف يدعم الأباء والمدربين الأطفال الرياضيين نفسيا
هناك أمور يمكن لأولياء الأمور والمدربين والمرشدين، القيام بها لتعزيز المرونة لدى الأطفال الرياضيين والحفاظ على متعة الرياضة لديهم، وهى:
افتح حوارًا واستمع
إذا كنت تشك في أن شيئًا ما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية لطفلك أو مراهقك، فاعترف بأي علامات قلق أو إرهاق، اطرح أسئلة مفتوحة حول ملاحظاتك، واستمع برغبة في الفهم.
تقييم مدى المشكلة
أحد الأهداف هو تحديد ما إذا كان الرياضي لا يريد مواجهة موقف معين لمرة واحدة، أو إذا كان الأمر يتعلق بحالة من التوتر المستمر أو الإرهاق أو القلق أو الاكتئاب، وبالنسبة للطفل أو المراهق الذي يعاني من نمط مستمر من أعراض الصحة النفسية يستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، فقد يكون الوقت مناسبًا لاستشارة أخصائي صحة نفسية.
حدد أهدافًا ذات معنى وقابلة للتحقيق
يمكن للآباء والمدربين مساعدة الرياضيين الشباب على بناء مرونتهم، من خلال إرساء أساس عاطفي، وهو إنه إطار داخلي من القيم الراسخة لتهيئة الرياضي لمواجهة التحديات، ويساعده على تجاوز التقلبات، بحيث يكون أكثر ارتباطا بالتعلم والنمو وإيجاد المعنى، وأقل ارتباطا بالفوز أو تجنب الفشل، حتى تظل الرياضة مجزية على المدى الطويل.
خصص وقتًا للراحة
يُمكن للآباء العمل مع المدربين لمنح الأطفال فترات راحة مناسبة من التدريب، فالراحة ضرورية بنفس القدر لبناء التكيف البدني والنفسي مع التوتر، وبالنسبة للرياضيين المتميزين، يُساعد تخصيص فترات راحة واستشفاء طوال الموسم التنافسي على تهيئة إطار عمل لبقية مسيرتهم الرياضية.
حافظ على متعة الرياضة
من المهم الحفاظ على متعة الرياضة، حيث تظهر المواهب الفطرية خلال مرحلة الطفولة، وتلك التي تُثير متعة حقيقية قد تُصبح شغفًا مدى الحياة، لذلك يجب أن يكون المرح جزءًا لا يتجزأ من الأمر.