أ أ
يعد محصول الأرز من المحاصيل الاستراتيجية التي تتمتع بقدرة كبيرة على التكيف مع التغيرات المناخية، حيث أثبت في الموسم الماضي قدرته على تحقيق عائد اقتصادي مميز سواء للمزارعين أو للدولة. وأكد الدكتور فيصل يوسف، مدير مركز بحوث الأرز، أن الجهود البحثية التي يبذلها المركز كانت لها دور محوري في تحسين إنتاجية المحصول وتقليل استهلاك المياه، ما يتماشى مع التوجهات القومية لترشيد الموارد وتحقيق الأمن الغذائي.
النجاح في الموسم الماضي وقدرة الأرز على التكيف مع الظروف المناخية الصعبة
حقق محصول الأرز في الموسم السابق نتائج مبهرة على الصعيدين الاقتصادي والإنتاجي، حيث أظهرت البيانات أن الأرز استطاع التكيف مع درجات حرارة مرتفعة وصلت إلى 39.8 درجة مئوية خلال أشهر الصيف، وهي ذروة مراحل نموه، وتمكن من تحقيق متوسط إنتاجية بلغ 3.6 طن للفدان، وهو من أعلى المعدلات المسجلة عالميًا.
تحديد المساحات المقررة وأصناف الأرز المناسبة
المساحات المزروعة بمحصول الأرز خلال الموسم الحالي تشمل 150 ألف فدان في الأراضي المتأثرة بالأملاح، 200 ألف فدان في المناطق المخصصة للزراعة الجافة، بالإضافة إلى 724 ألف فدان أخرى، ليصل الإجمالي إلى نحو مليون و74 ألف فدان. هذا الرقم جاء وفقًا للاعتبارات المتعلقة بترشيد استهلاك المياه، حيث تم تطوير أصناف جديدة تتحمل الجفاف والملوحة وتحتاج كميات أقل من المياه. إنتاج التقاوي وتحسين الأصناف
تسعى المعاهد البحثية إلى إنتاج تقاوي الأرز المعتمدة التي بلغت نحو ألف طن هذا الموسم، حيث تشمل الأصناف عالية الإنتاجية مثل "101" و"106" و"104" و"108"، بالإضافة إلى صنف "جيزة 177". كما تم تطوير أصناف أخرى مثل "جيزة 178" و"جيزة 179" و"جيزة 183" التي تتحمل نسب ملوحة مرتفعة، وتعتبر "جيزة 183" طفرة حقيقية بفضل مرونتها في التكيف مع مواعيد الزراعة المختلفة.
الزراعة المباشرة وتحدياتها
رغم تردد بعض المزارعين في اعتماد الزراعة المباشرة باستخدام بذور جافة بسبب القلق من ضعف الإنتاجية بسبب الحشائش، أوضح الخبراء أن اتباع التوصيات الزراعية السليمة يمكن أن يتجنب هذه المشكلات. كما أن الزراعة المباشرة تحقق العديد من المزايا عندما تُستخدم الأصناف المناسبة مثل "183" و"179"، حيث تتميز بسرعة الإنبات والنمو في المراحل الأولى مما يقلل من فرص انتشار الحشائش. التوسع في الحقول الإرشادية لتوعية المزارعين
تواصل مراكز الأبحاث الزراعية عملها على إنشاء المزيد من الحقول الإرشادية هذا الموسم، بهدف تعزيز المعرفة التطبيقية لدى المزارعين، وتسهيل عملية نقل التكنولوجيا الزراعية من مراكز الأبحاث إلى الحقول. هذه الحقول تلعب دورًا كبيرًا في تعريف المزارعين بالأصناف الجديدة وخصائصها، مما يساهم في رفع مستوى الإنتاجية وتقليل الفاقد من المياه.وبذلك، يُعد محصول الأرز المصري في تحسن مستمر بفضل الأبحاث المستمرة وتطوير الأصناف القادرة على التكيف مع التحديات المناخية، مما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير عوائد اقتصادية مميزة للمزارعين.