أ أ
في المياه الزرقاء الواسعة حيث تتحرك المخلوقات البحرية بحرية وسهولة، يمكن أن تكون هناك قصة أقل تفاؤلاً تتكشف ببطء ولكن بثبات، التونة، تلك الأسماك المدهشة في الحجم والقوة، تواجه خطر النضوب من البحار العالمية، وهو ما يمكن أن يكون له تبعات خطيرة ليس فقط على النظم البيئية المائية، ولكن أيضًا على قطاع الصيد والأمن الغذائي على مستوى العالم.
تتميز أسماك التونة بقدرة استثنائية على التحمل والسفر لمسافات طويلة، على مر السنين، تعتمد العديد من الحضارات والثقافات عليها كمصدر رئيسي للغذاء.
في مصر، مثل العديد من الدول الساحلية الأخرى، تعد التونة جزءًا لا يتجزأ من النظام الغذائي للكثير من الأشخاص وتُستخدم في وصفات محلية عديدة.
مع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض أنواع التونة قد تواجه خطر الانقراض. الإفراط في الصيد، والذي يدفعه الطلب المتزايد على لحوم التونة الشهية، مصحوبًا بقيود تنظيمية غير كافية، يهدد بتجريد البحار من هذه الأنواع الرائعة.
حالة التونة العنيدة، وهي من أكثر الأنواع تأثراً، مثيرة للقلق بشكل خاص، تشتهر هذه الأسماك بقتاليتها وقدرتها على مقاومة شباك الصيادين، ومع ذلك تجد نفسها في مواجهة مصير لا تستطيع تجنبه، كشفت الدراسات عن انخفاض كبير في أعداد التونة العنيدة نتيجة للصيد الجائر وفقدان المواطن البيئية.
يعتبر الصيد المفرط لأسماك التونة مشكلة عالمية، حيث ترتفع الأسماك البالغة من العمر في القمة الغذائية وتشكل جزءًا مهمًا من الشبكات البيئية البحرية. إنهم ينظمون توازن الأنواع الأدنى في السلسلة الغذائية ويؤثرون على الصحة البيولوجية للمحيطات.
لكن التحديات لا تقتصر على الجانب البيئي، فقد أصبحت قضية التونة متعلقة أيضا بمعايير التجارة الدولية والسياسات التنظيمية، كما تدعو المنظمات غير الحكومية والأطراف المعنية إلى تحسين إدارة مصايد التونة وتنفيذ ضوابط صارمة للحد من الصيد الجائر.
هناك حاجة ماسة لاستراتيجيات إدارة مستدامة تقوم على البحث العلمي وتشمل خططًا مثل الحصص القائمة على العلم وفترات الإغلاق الموسمية للصيد بهدف السماح لأعداد التونة بالتعافي.
ومن الأمور السلبية الأخرى المرتبطة بصيد التونة هو الصيد العرضي، أي اصطياد أنواع أخرى من الحياة البحرية بشكل غير مقصود مثل السلاحف البحرية، والقروش، والطيور البحرية كجزء من عمليات صيد التونة، هذه الأنشطة تهدد التنوع البيولوجي للمحيطات وتعرض أنواعًا مهددة بالانقراض لخطر أكبر.
يبدو أن الحل يكمن في التعاون الدولي وفي تعزيز الوعي العام بالتحديات التي تواجهها أسماك التونة، يجب على المستهلكين أيضًا لعب دورهم من خلال اتخاذ قرارات مستنيرة عند شراء منتجات الأسماك ودعم الصيد المستدام والمواقف البيئية المسؤولة.
على الرغم من الصعوبات في ذلك، ولكن هناك بعض الأمل، فقد نجحت جهود حماية بعض الأنواع من أسماك التونة في تجديد أعدادها في بعض المناطق، وبالنظر إلى قدرتها على التكيف ومرونتها الطبيعية، يمكن للتونة أن تعود لتزدهر في المحيطات مرة أخرى، شريطة أن تكون هناك إرادة بشرية لتغيير النهج الحالي وضمان استمرارية هذه الكائنات البحرية لأجيال قادمة.
الجهود المشتركة بين الحكومات والمنظمات والمجتمع المدني يمكن أن تقدم فرصة ليس فقط لإنقاذ التونة ولكن لضمان مستقبل أكثر استدامة للمحيطات. بادر بإخبار الآخرين عن تلك القضية وأنت تتمتع بوجبتك البحرية المقبلة؛ فالوعي هو الخطوة الأولي نحو التغيير.