أ أ
تعد تغذية الأبقار الحلابة من العوامل الأساسية لتحسين الإنتاج الحيواني وتحقيق عوائد اقتصادية جيدة للمربين، فكمية الحليب وجودته تتأثر بشكل كبير بنوعية الأعلاف المقدمة، ومدى توافقها مع احتياجات الحيوان في مراحل إنتاجه المختلفة.
من هذا المنطلق، أكد الدكتور حامد موسى الأقنص، مقدم برنامج «مملكة الحيوان» على قناة مصر الزراعية، على ضرورة فهم أنواع العلائق المختلفة وطرق تقسيمها، مشيرًا إلى أن التغذية السليمة للأبقار تبدأ باختيار مكونات العلف المناسبة بناءً على المرحلة الإنتاجية، وأكد أيضًا أن شعار "الوقاية خير من العلاج" يشمل أيضًا التغذية السليمة بجانب الجانب الصحي.
أنواع الأعلاف في تغذية الأبقار الحلابة
حسب الأقنص، الأعلاف المستخدمة في تغذية الأبقار الحلابة تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية:1- المواد المالئة (Roughages)
2- المواد الخضراء (Green Fodder)
3- المواد المركزة (Concentrates)
وأشار إلى أن كل نوع من هذه الأعلاف يكمل الآخر ولا يمكن الاستغناء عن أي منها. التوازن بين هذه الأنواع يضمن تحقيق أفضل استفادة غذائية ممكنة.
كما أوضح أن المواد المالئة تساهم في ملء كرش الحيوان وتحسين عملية الهضم بفضل محتواها العالي من الألياف.
خصائص المواد المالئة وأهم أنواعها
أوضح الأقنص أن المواد المالئة تتسم بانخفاض نسبة البروتين وصعوبة الهضم، لكنها ضرورية لصحة الحيوان. وتنقسم هذه المواد إلى نوعين:
• مواد عالية الجودة: مثل الدريس والسلاج الجيد التصنيع.• مواد منخفضة الجودة: مثل التبن بمختلف أنواعه، كـتبن القمح، تبن الفول، وتبن النعناع.
وأضاف أن الأبقار الحلابة تستهلك بين 4 إلى 6 كيلو جرام من التبن يوميًا، ويمكن أن تصل كمية الدريس إلى 2% من وزن الحيوان الحي. فعلى سبيل المثال، إذا كان وزن البقرة 500 كيلو، يمكن تقديم حوالي 10 كيلو من الدريس يوميًا لتلبية احتياجاتها.
السلاج وعرش الفول السوداني كأعلاف مالئة عالية القيمة
كشف الأقنص عن أن السلاج الجيد يعتبر من الأعلاف المثالية للأبقار الحلوب، حيث يمكن تقديمه بمعدل يتراوح بين 20 إلى 30 كيلو جرام يوميًا دون أي تأثير سلبي على صحة الحيوان.كما شدد على أهمية «عرش الفول السوداني» كعلف مالئ ذو قيمة غذائية مرتفعة وغني بالبروتين، مما يساهم في تعزيز الكفاءة الإنتاجية للأبقار.
رفع القيمة الغذائية للمواد المالئة منخفضة الجودة
أوصى الأقنص بضرورة تحسين القيمة الغذائية للمواد المالئة ذات الجودة المنخفضة عن طريق خلطها بمواد محسنّة مثل المولاس، الأمونيا، أو اليوريا.هذه الإضافات تعمل على زيادة نسبة البروتين الخام، وبالتالي تحسين عملية هضم الألياف، وأكد أن زيادة القيمة الغذائية للعلف تؤدي إلى تحسين استهلاك الحيوان للمادة الجافة، ما يعزز كفاءته الإنتاجية.
مخاطر الإفراط في تقديم المواد المركزة
حذر الأقنص من أن الإفراط في تقديم الأعلاف المركزة يمكن أن يؤدي إلى تقليل استهلاك الأبقار للمواد المالئة بسبب حدوث إحلال غذائي. فكل كيلو جرام من المركزات يؤدي إلى تقليل استهلاك الألياف بمقدار 0.4 كيلو جرام، لذلك، أوصى بعدم تقديم أكثر من كيلو جرام من المركزات لكل 10 كيلو من وزن الحيوان لضمان سلامة الميكروبات النافعة في الكرش. أهمية المواد الخضراء في تغذية الأبقار الحلابة
أشار الأقنص إلى أن المواد الخضراء، مثل البرسيم، الذرة الشامية، واللوبيا، تلعب دورًا حيويًا في تغذية الأبقار الحلابة، فهذه المواد غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية، ورغم انخفاض محتوى المادة الجافة بها، إلا أنها تعتبر عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه في تغذية الأبقار.
تغذية الأبقار الحلابة تتطلب توازنًا دقيقًا بين الأعلاف المالئة، المواد الخضراء، والمركزة لتحقيق أقصى استفادة غذائية وصحية، من خلال فهم أنواع العلف وكيفية مزجها بشكل مناسب، يمكن للمربين تعزيز الإنتاجية وتحقيق أفضل جودة حليب.
