الدكتورة فاطمة علي تكتب.. 11 نوع من الأعشاب لتقوية وتنشيط الذاكرة - نجوم مصر

أ أ

مع تسارع وتيرة الحياة وتزايد ضغوطها النفسية والعصبية، يعاني الكثيرون من القلق والإكتئاب وحتى الزهايمر وذلك لأن المشاعر السلبية الموجودة بالمخ تغذي بعضها البعض وتنتشر بالمراكز المسؤولة عن الشعور بالقلق والإكتئاب في الدماغ, وبالإضافة إلى الإجهاد النفسي والذهني، تتعرض أجسادنا أيضاً إلى ضغوطات خارجية تؤثر على الصحة العقلية من ناحية التركيز والذاكرة، كتلوث الماء والهواء وغيرهما من العوامل الخارجية, يعاني البعض من مشكلة النسيان المتكرر وفقدان الذاكرة، فهناك أشخاص يجدون صعوبة كبيرة في تذكر الأسماء وأماكن الأشياء، و قد تتسبب تلك المشكلة في العديد من المشاكل في حياتهم العملية، أو الشخصية، أو الإجتماعية, ومن المؤكد أن الأطعمة والأنظمة الغذائية تؤثر سلبًا وإيجابًا على الصحة العقلية، خاصة بعد ظهور أنماط غذائية تفتقر إلى التوازن, هناك بعض الأعشاب الطبيعية الشائع إستخدامها فى الطب البديل للمساعدة فى زيادة التركيز وتحسين الذاكرة من أجل عدم النسيان ومن أفضل الأعشاب لتنشيط الذاكرة نذكر منها مايلى:

الكركم:

هو نوع من التوابل المستخدمة منذ فترة طويلة، ويحتوي على مركب يسمى الكركمين، (Curcumin) وهو المادة الفعالة به، ويستطيع الكركمين أن يعبر الحاجز الدموي الدماغي ليصل إلى الدماغ، وبالتالي تستطيع خلايا الدماغ الإستفادة منه، كما أن للكركمين تأثير مضاد للإلتهابات (Anti-inflammatory) ومضاد للأكسدة ((Antioxidants وهما عاملان يفيدان صحة الدماغ والصحة العامة, كما يعد الكركم من ضمن أفضل الأعشاب لتقوية الذاكرة وعلاج القلق والتوتر، فهو يساعد على تحسين الذاكرة، حيث توضح بعض الدراسات أن الكركمين قد يساعد فى تحسين الذاكرة لدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر (Alzheimer's disease) عن طريق تطهير الدماغ من بيتا أميلويد (Beta - amyloid)، ومن المعروف أن تراكمه يشكل لويحات دماغية مرتبطة بمرض ألزهايمر، بالإضافة إلى ذلك يحمي صحة الدماغ عن طريق منع إنهيار الخلايا العصبية, كما يساعد الكركم أيضا على تخفيف حدة أعراض الإكتئاب لأن الكركمين يعزز من مستويات هرمونى السيروتونين (Serotonin) والدوبامين (Dopamine) اللذان يعملان على تحسين المزاج, كما قد يعزز الكركمين إنتاج نوع من المواد المسئولة عن نمو خلايا الدماغ ولكن ما زال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للتأكد من تأثيره.

إكليل الجبل (الروزمارى أو حصى البان): 

عشبة إكليل الجبل من الأعشاب المفيدة للدماغ والتي تساعد على الوقاية من حالة ضعف الذاكرة وتعتبر بمثابة منبه معرفي وتتميز بقدرتها على تقوية الذاكرة وتحسينها وزيادة التركيز،  تمتلك هذه العشبة خصائص مضادة للأكسدة والإلتهابات، وتساعد في محاربة أضرار الجذور الحرة (Free radicles) في الدماغ، وتحتوي هذه العشبة على حمض الكارنوسيك (Carnosoic acid) الذي يساهم في حماية المخ من الإصابة بالسكتة الدماغية والحالات العصبية التنكسية مثل مرض ألزهايمر أو الخرف, يُستخدم الروزماري ضمن وصفات تقوية الذاكرة بالأعشاب وذلك لإحتوائه على العديد من المركبات التى قد تساعد فى تعزيز الإدراك والذاكرة والإنتباه مثل التربينات (Terpenes) وأحماض فينولية (Phenolic acids) والفلافونويدات (Flavonoids), توصلت إحدى الدراسات العلمية إلى أن إستنشاق زيت إكليل الجبل يحسن الذاكرة قصيرة المدى، كما أثبتت دراسة أخرى أن المشاركين الذين إستنشقوا إكليل الجبل كانت لديهم مستويات مختلفة من مركب 1,8 سينول (1, 8 Cineole) في البلازما، وتبين أن التركيز الأعلى من هذه المادة كان مرتبطًا بتحسن الأداء المعرفي. 

النعناع الأخضر : 

من المعروف أن نبات النعناع رائع ومغذ وله فوائد صحية عديدة حيث يساعد على الهضم، تخفيف الألم، بما في ذلك الصداع والصداع النصفي، وتعزيز الأداء الرياضي, هذا ووجد الباحثون أن رائحة ونكهة النعناع يمكن أن تكون لها آثار عميقة على الوظيفة المعرفية للمخ، وقد أظهرت الدراسات أن النعناع يزيد من اليقظة والذاكرة ومستوى الأداء، ويعمل على تحسين الوظيفة الإدراكية، وينشط خلايا المخ، كما يعمل على تقليل الإرهاق والقلق والتوتر و لذلك ينصح الخبراء بأن يتم تناوله يوميا.

الميرمية:

يُمكن أن تُساعد الميرمية على تعزيز صحة الدماغ والذاكرة بعدة طُرُق؛ إذ إنَّها تحتوي على بعض المركبات المُضادّة للأكسدة والتي تحافظ على صحة الدماغ، وتقلل خطر إصابته بالأمراض، فتحتوي الميرمية على حمض يمنع تلف الجذور الحرة في المخ، ويزيد من إنتاج الجلوتاثيون (Glutathione) المضاد للأكسدة والشيخوخة، الأمر الذي يساهم في علاج عدد من الإضطرابات العصبية بما في ذلك مرض ألزهايمر والتوحد، كما تمنع المركبات الموجودة في هذه العشبة من تلف الناقل العصبي الذي يعزز من قوة الذاكرة وقدرات التعلم.

كما أنّها تساهم في التقليل من تفكّك الناقل الكيميائيّ الأسيتيل كولين (Acetylcholine) الذي له دورٌ مهم في تحسين الذاكرة، والذي تنخفض مُستوياته في الجسم لدى مرضى ألزهايمر، عَلاوة على ذلك فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّ الميرمية تُعَزّز من الذاكرة عند إستهلاكها بجرعاتٍ مُنخفضة، بالإضافة إلى أنَّ الجُرعاتِ العالية منها تُحسّن من المزاج، وتزيد الإنتباه والشعور بالرضا والهدوء و تهدئة الأعصاب، لذلك يجب إستخدامها لمن يعانون من مشكلة النسيان.

الزعتر:

يحتوي الزعتر على الكثير من العناصر التي تساعد على زيادة التركيز بالإضافة إلى تقوية الذاكرة، كمركبات الفلافونويدات التي تزيد من قدرتها المضادة للأكسدة الأمر الذي يحمي خلايا الدماغ، كما يحتوى على الزيوت المتطايرة (Volatile oils) التي  تساهم في زيادة  مستويات الأحماض الدهنية الأوميجا 3 (Omega -3) وخاصة حمض الدوكوساهكساينويك (Docoahexaenoic acid) في الدماغ, حيث تحمي أحماض أوميجا 3 الدهنية الدماغ من خلال الوقاية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر أو الخرف كما أنها تحسن التعلم والذاكرة, ويحتوي الزعتر أيضًا على مركبات الفلافونويد التي تزيد من قدرتها المضادة للأكسدة الأمر الذي يحمي خلايا الدماغ.

الجينسنج: 

عشبة الجينسنج هي عشبة صينية، ويُعتَقد أنَّ لها تأثيراتٌ فسيولوجية متنوعة في الخلايا العصبية وبعض أجهزة الجسم، كالقلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى المناعة, تحتوي عشبة الجنسنج على مواد كيميائية مضادة للإلتهابات تسمى جينسينوسيدات (Ginsenosides) وهى التى تساعد في تقليل مستويات البيتا أميلويد (Amyloid beta) فى الدماغ والتي ترتبط إرتباطًا وثيقًا بالإصابة بمرض الزهايمر, و لقد إكتشف العلماء فوائدها المذهلة، حيث أنها تعمل على توصيل الأكسجين إلى المخ، و بعض المواد المغذية له، و قدرتها على تحسين المزاج والحد من التوتر والقلق وتحسين الذاكرة، و تحسين وظائف الدماغ بما فيها؛ الذاكرة، والسلوك لذلك ينصح العلماء بضرورة إستخدامها, كما وجدت إحدى الدراسات العلمية أن الجنسنج قد يعمل كعلاج طبيعي لمرض ألزهايمر، كما يمتلك خصائص مضادة للسرطان (Anticancer) والقدرة على تثبيط نمو الأورام، مما يوحي بأنه يعمل كعلاج طبيعي للسرطان.

الريحان:

يعتبر الريحان من أهم الأعشاب التي تعمل على تعزيز صحة الدماغ و تحسين أداء الذاكرة والتخفيف من التوتر نظرًا لإحتوائه على الميثانول, و يمتاز الريحان بخصائصه الطبية العديدة، كما يحتوي الزيت العطري المشتق منه على الكافور والأوجينول (Eugenol) والفلافونويد التي تفيد في الحد من تلف الدماغ بسبب إنخفاض الدورة الدموية الدماغية, علاوة على ذلك، فهو يساعد في تخفيف التوتر عن طريق تقليل إنتاج هرمونات التوتر، ويمكن أيضًا إستخدام زيت الريحان كعلاج عطري لتعزيز الذاكرة والتركيز.

عشبة الجنكو بيلوبا أو الجنكة (Ginkgo):

تستخدم هذه العشبة منذ فترة طويلة كعلاج  لمرض ألزهايمر أو القصور الإدراكي، وهو علاج شائع في الطب الصيني التقليدي منذ العصور القديمة، إذ يشار إلى أن عشبة الجنكة قد تساعد في تحسين الوظيفة الإدراكية المرتبط بالشيخوخة بصورة جزئية عن طريق تحفيز الدورة الدموية والتي بدورها تعزز من تدفق الدم إلى الدماغ، كما يمكن للجنكة أيضًا حماية خلايا المخ وإصلاح تلف الأنسجة العصبية الناتجة عن إنخفاض تدفق الدم إلى المخ.

القرنفل:

القرنفل من النباتات التى تتميز برائحتها القوية، وهو من أقدم وأشهر الأعشاب التى تستخدم فى الكثير من العلاجات الطبيعية، وأكثر أجزائها إستخداما هى بذورها التى تشبه المسامير، فالقرنفل غنى بأحماض الأوميجا 3 الدهنية، كما يحتوى على الألياف الغذائية و العديد من المعادن ومنها: البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم والفوسفور والحديد واليود. وجدت الأبحاث أن القرنفل قد يساعد على تقوية الذاكرة.

الزعفران:

يعتبر من أغلى الأعشاب، وتم إستخدامه من قبل الأطباء لدعم وظائف المخ والكبد والرئة وكذلك صحة المرأة، وأكدت الدراسات أن الزعفران يدعم الذاكرة والصحة العقلية، وله قدرة هائلة في دعم التركيز والمزاج.

الفانيليا :

أثبتت الدراسات أن رائحة الفانيليا لها أثر عظيم في تنشيط خلايا المخ، لذلك يمكن أن تقوم بغلي الفانيليا و إستنشاق رائحتها,
وتجدر الإشارة إلى أنَّ إستهلاك بعض الأعشاب يُمكن أن يتداخل مع بعض الأدوية، لذلك يُنصَح بعدم إستهلاك أيّ نوعٍ من الأعشاب مع الأدوية لتجنب الضرر الذي قد تتسبب به، ويُنصح دائماً بإستشارة الطبيب المُختَص قبل البدء بإستخدام أيّ نوعٍ من الأعشاب للتكد من مدى أمانه ومناسبته لحالة الشخص. 

بقلم  الدكتورة فاطمة على أحمد نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات